لأزهر. وكان إذا فرغ من درسه نظمه على الفور للطلاب، وإن استفتاه أحد في مسألة علمية أو حكم شرعي أفتاه وأملاه نظماً للفتيا من فوره ... ومن عجائبه أنه نظم قواعد اللغة الإنجليزية في ألفية رائعة بديعة بالإنجليزية مع أنه كان كفيفاً لا يبصر. وقد فاجأته عقب فراغه من درس له في البلاغة بالسؤال عن الأوجه الجائزة لحفص عن عاصم في المد العارض للسكون الذي أصله المد المتصل فأجابني على الفور بنظمه البديع الذي سقناه في موضعه من هذا الكتاب.
وكان سخيًّا عظيم العناية بطلاب العلم يبذل لهم طعامه وماله ويقوم على رعايتهم وقضاء حوائجهم. وكان وجيهاً مقدماً مهيباً ذا جاه ومكانة كريم النفس حسن الشمائل.
وقد لبى نداء ربه في أوائل السنوات الخمس الأخيرة من القرن الرابع عشر الهجري. طيب الله ثراه. ورحمه وأرضاه، آمين.
[١١٨- القاضي أبو بكر الباقلاني.]
القاضي أبو بكر الباقلاني:
هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر وكنيته أبو بكر، كان من أكبر علماء الكلام وله كتاب "إعجاز القرآن" وكتب أخرى فريدة ومفيدة.
ولد سنة ثمانية وثلاثين وثلثمائة وتوفي سنة ثلاث وأربعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية.
أهـ من الأعلام للزركلي بتلخيص يسير الجزء السابع ص (٤٦) تقدم.
[١١٩- قنبل: راوي الإمام ابن كثير المكي.]
قنبل: راوي الإمام ابن كثير المكي:
هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد بن جرجة أبو عمر المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل شيخ القراء بالحجاز.
ولد سنة خمس وتسعين ومائة. وأخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن محمد بن عون النبال وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة المشرفة وروى القراءة عن البزي.
روى القراءة عنه عرضاً خلق كثيرون منهم: أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو أجل أصحابه ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح وإسحاق بن أحمد الخزاعي سمع منه الحروف ومحمد بن حمدون والعباس بن الفضل صهر الأمير