باستنبول بتركيا في وقته. عالم فريد لا نظير له ولا نديد في علوم القرآن والقراءات بجميع الوجوه والطرق والروايات وكان آية من آيات الله في الحفظ والذكاء والاطلاع والورع والتقوى وخدمة كتاب الله تعالى.
وله تصانيف باهرة يرجع إليها الأئمة المحققون ينهل منها الأثبات المدققون. ومن مؤلفاته هذا السفر البهي الجليل الخطي الواسع الانتشار المسمى "عمدة الخلان في إيضاح زبدة العرفان" للعلامة عبد الفتاح بالوي في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ورسالة نفيسة جدًّا في إيضاح باب الإدغام الكبير لأبي عمرو البصري من رواية السوسي من طريق الشاطبية وفيها إحاطة واستيعاب وتفصيل لا حد له لم أر مثله وله رسالة أخرى في ترتيب وجوه بعض الآيات التي يعسر على كثير من المبتدئين استخراج مسائلها من كتب القراءات ويدخل في ذلك أوجه ما بين السورتين وغيرها ... ومؤلفات أخرى جيدة ومفيدة ومن وقف على مؤلفات هذا الشيخ الجليل عرف مقداره وقد طبعت مؤلفاته هذه في حياته المباركة في سنة سبع وثمانين ومائتين وألف من هجرة خاتم النبيين وإمام المرسلين صلى الله عليه وسلم فبعد هذا الشيخ من أعيان علماء القرن الثالث عشر الهجري تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته آمين. أفدناه من كتبه المذكورة.
[١١٥- العلامة الحاج الأنور حسن شريف: شيخنا.]
العلامة الحاج الأنور حسن شريف: شيخنا:
هو محمد الأنور حسن شريف المشهور بالحاج الأنور عالم مصري مقدم في القراءات وعلومها. التحق بالأزهر الشريف حتى وصل فيه إلى القسم العالي - جامعة الأزهر حاليًّا - ومكث فيه مدة وحصل على كثير من العلوم العربية والشرعية. فكان متبحراً في علوم النحو والصرف والبلاغة والأدب. وكذلك الفقه وأصوله. والحديث وعلومه والتفسير وعلومه. وكان شافعي المذهب. هذا بجانب تبحره في القراءات وعلومها وكان لا يشق له غبار في هذه الفنون العلمية كلها. وكان ديناً ورعاً فاضلاً عابداً. لا يفتر عن تلاوة القرآن الكريم مطلقاً. حتى إنه ختم القرآن مرات لا تحصى في صلاته الخاصة كالنفل المطلق من ليل أو نهار. وكان ندي الصوت إذا قرأ القرآن على جلسائه تسيطر عليهم الخشية والرهبة.