قال الداني: إمام أهل دهره في جميع العلوم صاحب سنة ثقة مأمون.
وقال عبد الله بن طاهر: علماء الإسلام أربعة: عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه والقاسم بن معن في زمانه والقاسم بن سلام في زمانه.
وقال ابن الأنباري: كان أبو عبيد يقسم الليل فيصلي ثلثه وينام ثلثه ويصنف ثلثه ومناقبه جمة، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين للهجرة في المحرم بمكة المكرمة عن ثلاث وسبعين سنة.
انتهى ملخصاً من غاية النهاية الجزء الثاني ص (١٨ - ١٩) تقدم.
[١٠٣- ولي الله تعالى الإمام الشاطبي رضي الله عنه ونفعنا بعلومه.]
ولي الله تعالى الإمام الشاطبي رضي الله عنه ونفعنا بعلومه:
هو القاسم بن فيره بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء ومعناه بلغة عجم الأندلس الحديد بن خلف بن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير، ولي الله الإمام العلامة أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار.
ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة من الأندلس وقرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على ابن هذيل وسمع منه الحديث وروى عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة صاحب أبي علي الحسين بن سكرة الصدفي وعن الشيخ أبي محمد عاشر بن محمد بن عاشر وغيرهم.
وأخذ عن أبي عبد الله محمد بن حميد كتاب سيبويه والكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة وغيرها ثم رحل للحج فسمع من أبي طاهر السلفي بالإسكندرية وغيره.
ولما دخل مصر أكرمه القاضي الفاضل وعرف مقداره وأنزله بمدرسته التي بناها بدرب الملوخية داخل القاهرة وجعله شيخها وعظمه تعظيماً كثيراً ونظم قصيدتيه اللامية والرائية بها وجلس للإقراء فقصده الخلائق من الأقطار وكان إماماً كبيراً أعجوبة في الذكاء كثير الفنون آية من آيات الله تعالى غاية في القراءات