للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشوبري والشيخ سلطان المزَّاحي والنور الشبراملسي والشمس البابلي. وجد واجتهد إلى أن بلغ الغاية القصوى ورجع إلى بلده "يعني مدينة رشيد" وحمدت سيرته فيها وأقبل عليه جميع أهلها واعتمده عامة ذلك الإقليم وتصدى للتدريس وأخذ عنه خلق كثيرون.

وتوفي في أوائل رجب سنة ١٠٩٤هـ أربع وتسعين وألف من الهجرة برشيد ودفن بها رحمه الله رحمة واسعة.

انتهى ملخصاً من خلاصة الأثر الجزء الثالث ص (١٢٨) .

قلت: وهذا العلم من شيوخ شيوخنا ومن رجال إسنادنا في بعض إجازاتنا وهو من رجال مشيخة الجامع الأحمدي بطنطا بمصر كما هو مثبت في أول كتيبنا هذا، والله الموفق.

[٣٨- شيخ شيوخنا "أبو الضياء الشبراملسي الشافعي".]

شيخ شيوخنا "أبو الضياء الشبراملسي الشافعي":

هو علي بن علي أبو الضياء نور الدين الشبراملسي الشافعي القاهري خاتمة المحققين وولي الله تعالى محرر العلوم النقلية وأعلم أهل زمانه لم يأت مثله في دقة النظر وجودة الفهم وسرعة استخراج الأحكام من عبارات العلماء وقوة التأني في البحث، وكان مجلسه مصوناً عن الغيبة وذكر الناس بسوء وجميع أوقاته مصروفة في المطالعة وقراءة القرآن والصلاة والعبادة وكان زاهداً في الدنيا لا يعرف أحوال أهلها ولا يتردد إلى أحد منهم إلا في شفاعة خير وكان إذا مر في السوق تتزاحم الناس مسلمها وكافرها على تقبيل يده ولم ينكر أحد من علماء عصره وأقرانه فضله بل جميع العلماء إذا أشكلت عليهم مسألة يراجعونه فيها فيبينها لهم على أحسن وجه وأتمه، ومن مقولاته: "قيراط من الأدب خير من أربعة وعشرين قيراطاً من العلم".

ولد ببلدة شبراملس قرية من قرى مصر وحفظ بها القرآن الكريم وكان قد أصابه الجدري وهو ابن ثلاث سنين فكفَّ بصره ثم قدم مصر بصحبة والده في

<<  <  ج: ص:  >  >>