سنة ثمان بعد الألف وحفظ الشاطبية والخلاصة والبهجة الوردية والمنهاج ونظم التحرير للعمريطي والغاية والجزرية والكفاية والرحبية وغير ذلك، وتلا جميع القرآن للسبعة من طريق التيسير والشاطبية وختمه في سنة ١٠١٦هـ ست عشرة وألف ثم قرأه كله للعشرة من الشاطبية وختمه في سنة ١٠٢٥هـ خمس وعشرين وألف على شيخ القراء في زمانه الشيخ عبد الرحمن اليمني.
وحضر العلوم الأخرى كالفقه والحديث والعربية والأصول والفرائض وغير ذلك على شيوخ كثيرين يضيق المقام بذكرهم هنا رغبة في الاختصار.
وتصدر المترجم له للإقراء في الجامع الأزهر فانفرد في عصره بجميع العلوم وانتهت إليه الرياسة.
وأما تلامذته فكثيرون ومنهم أقرانه الذين حضروا عليه. وكان يكتب على جميع ما يقرؤه من الكتب ولو جمع ما كتبه لجاوز الحد ولكنه تبدَّد بين يدي طلبته. ولم يشتهر من مؤلفاته إلا حاشيته على المواهب اللدنية في خمس مجلدات ضخام وحاشية على شرح الشمائل لابن حجر وحاشية على شرح الورقات الصغير لابن قاسم، وحاشية على شرح أبي شجاع لابن قاسم الغزي، وحاشية على شرح الجزرية للقاضي زكريا، وحاشية على شرح المنهاج ونهاية المحتاج للشمس الرملي في ست مجلدات ضخام. وكانت ولادته بشبراملس كما تقدم في سنة سبع أو ثمان وتسعين وتسعمائة، وتوفي في ليلة الخميس ثامن عشر شوال سنة ١٠٨٧هـ سبع وثمانين وألف من الهجرة، وتولَّى غسله بيده تلميذه الفاضل الشيخ أحمد البنا الدمياطي فإنه أتاه في المنام قبل موته بأيام وأمره أن يتولى غسله فتوجه من دمياط إلى مصر فأصبح بها يوم وفاته وباشر غسله وتكفينه