ومُتباعدان حيثُّ مَخْرجَا ... تباعَدَا والخلْفُ في الصفات جا اهـ
وكذلك أشار إليه صاحب انشراح الصدور بقول بعضهم:
وإن يكونا مَخْرجاً تَبَاعَدَا ... وفي الصفات اخْتَلَفا مُبَاعدا اهـ
كما أشار إليه أيضاً صاحب السلسبيل الشافي بقوله:
ومتباعدان إن تباعدا ... في مخرج والوصْفِ لَمْ يَتَّحِدا اهـ
[المراد من الحرفين المتقاربين]
اختلف في المراد من الحرفين المتقاربين على أكثر من قول نذكر منها هنا مضمون قولين:
الأول: ألا يكون بين مخرجي الحرفين المتقاربين مخرج فاصل بينهما وأن يكونا من عضو واحد وذلك مثل العين والحاء المهملتين لكل من الهمزة والهاء وللغين والخاء المعجمتين. هذا بالنسبة لمخارج الحلق. ومثل الجيم والشين والياء لكل من القاف والكاف وللضاد المعجمة من مخارج اللسان. ومثل الفاء لكل من الواو والباء الموحدة والميم بالنسبة لمخرجي الشفتين. وقد يكون الحرفان المتقاربان من عضوين بشرط ألا يفصل بين مخرجيهما فاصل وذلك في مسألتين بالاتفاق: -
الأول: الغين والخاء المعجمتان للقاف والكاف ذلك لأن الغين والخاء يخرجان من أدنى الحلق والقاف والكاف يخرجان من أقصى اللسان ولا فاصل بين المخرجين كما هو ظاهر.
الثانية: الظاء المشالة والذال المعجمة والثاء المثلثة للفاء وذلك لأن الظاء المشالة وأختيها يخرجن من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا والفاء تخرج من أطراف الثنايا العليا مع باطن الشفة السفلى ولا فاصل بين المخرجين أيضاً.