هو عبد الله بن مسعود بن الحارث بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي المكي أحد السابقين والبدريين والعلماء الكبار من الصحابة أسلم قبل عمر، عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه خلق كثير منهم: الحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعبيد بن فضلة وعمرو بن شرحبيل وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمروا الشيباني وغيرهم.
وكان آدم خفيف اللحم لطيف القد أحمش الساقين حسن البزة طيب الرائحة موصوفاً بالذكاء والفطنة وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويلزمه ويحمل نعله ويتولى فراشه ووساده وسواكه وطهوره وكان صلى الله عليه وسلم يطلعه على أسراره ونجواه. وكانوا لا يفضلون عليه في العلم، وروى عبيدة السمعاني عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة وسمعه صلى الله عليه وسلم يدعو فقال: سل تعطه، وقال لرجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد. وقال حذيفة: ما أعلم أحداً أقرب سمتاً ولا هدياً ولا دلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد وهو الذي اجتز رأس أبي جهل وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم.. وكان مع ذلك هو الإمام في تجويد القرآن وتحقيقه وترتيله مع حسن الصوت حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد" ومناقبه جمة ... وإليه تنتهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش، وفد من الكوفة إلى المدينة فمات بها آخر سنة اثنتين وثلاثين ودفن في البقيع وله بضع وستون سنة. ولما جاء نعيه إلى أبي الدرداء قال: ما ترك بعده مثله رحمه الله تعالى رحمة واسعة أهـ مختصراً من غاية النهاية الجزء الأول ص (٢٥٨ - ٢٥٩) تقدم.
[٧٦- ابن هشام النحوي.]
ابن هشام النحوي:
هو أبو محمد جمال الدين عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن يوسف بن هشام من أئمة العربية