وقال عتيق بن يعقوب: سمعت مالكاً يقول: قال لي ابن شهاب: لا تعدلن برأي ابن عمر فإنه أقام ستين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر أصحابه.
وقال يحيى بن يحيى التميمي قلت لمالك: أليس قلت، سمعت المشايخ يقولون: من أخذ بقول ابن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئاً؟ قال: نعم. والآثار في مثل هذا كثيرة متوافرة.
توفي ابن عمر رضي الله عنهما في أول سنة أربع وسبعين للهجرة وهو شقيق أم المؤمنين حفصة رضي الله عنهما.
انظر تذكرة الحفاظ للذهبي الجزء الأول (٣٧ - ٤٠) تقدم.
[٧٣- الإمام عبد الله بن كثير المكي أحد الأئمة السبعة رضي الله تعالى عنه.]
الإمام عبد الله بن كثير المكي أحد الأئمة السبعة رضي الله تعالى عنه:
هو عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروز بن هرمز الإمام أبو معبد المكي الداري إمام أهل مكة في القراءة. اختلف في كنيته والصحيح ما قدمناه وقيل له الداري لأنه كان عطاراً. والعطار تسميه العرب داريًّا نسبة إلى دارين موضع بالبحرين يجلب منه الطيب.
ولد بمكة سنة خمس وأربعين ولقي بها عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر، ودرباس مولى عبالله بن عباس وروى عنهم.
وأخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن السائب وعرض أيضاً على مجاهد بن جبر ودرباس مولى ابن عباس. وورى القراءة عنه خلق كثير منهم: إسماعيل بن عبد الله القسط وإسماعيل بن مسلم وجرير بن حازم والحارث بن قدامة والخليل بن أحمد وسليمان بن المغيرة وشبل بن عباد وابنه صدقة بن عبد الله وعبد الملك بن جريج عيسى بن عمر الثقفي ومعروف بن مشكان وهارون بن موسى وابن أبي فديك وابن أبي مليكة وسفيان بن عيينة وأبو عمرو بن العلاء البصري - الإمام - وخلق غير هؤلاء.
وكان ابن كثير فصيحاً بليغاً مفوهاً أبيض اللحية طويلاً جسيماً أشهل العينين يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار.