للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الإمام مالك في إرسال اليد في الصلاة، وألف في ذلك رسالة فانتدب لجوابه الشيخ محمد مكين وألف رسالة جواباً له في جميع ما قاله ورد عليه اعتراضاته، وأعجب من ذلك ما نقله عنه السيد محمد بن البرزنجي الحسيني في كتابه سواد الدين وسداد الدين في إثبات النجاة في الدرجات للوالدين أنه شرح الفقه الأكبر المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى وتعدى فيه طوره في الإساءة في حق الوالدين ثم إنه ما كفاه ذلك حتى ألف فيه رسالة وقال في شرحه للشفاء متبجحاً ومفتخراً بذلك إني ألفت في كفرهما رسالة فليته إذا لم يراع حق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث آذاه بذلك كان استحيا من ذكر ذلك في شرح الشفاء الموضوع لبيان شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد عاب الناس على صاحب الشفاء ذكره فيه عدم مفروضية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة وادعى تفرد الشافعي بذلك بأن هذه المسألة ليست من موضوع كتابه وقد قيض الله تعالى الإمام عبد القادر الطبري للرد على القاري فألف رسالة أغلظ فيها في الرد عليه وبالجملة فقد صدر منه أمثال لما ذكر كان غنيًّا عن أن تصدر منه ولولاها لاشتهرت مؤلفاته بحيث ملأت الدنيا لكثرة فائدتها وحسن انسجامها. وكانت وفاته بمكة المكرمة في شوال سنة ١٠١٤هـ ألف وأربع عشرة ودفن بالمعلاة رحمه الله تعالى وتجاوز عنه.

انتهى مختصراً من كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي الجزء الثالث ص (١٨٥ - ١٨٦) تقدم.

[٥٩- الشيخ حسنين مخلوف.]

الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمقدم لكتابنا هداية القاريء إلى تجويد الباري:

هو العالم العلامة والحبر البحر الفهامة صاحب الفضيلة الشيخ حسنين محمد حسنين مخلوف العدوي.

ولد حفظه الله في يوم السبت السادس من مايو سنة ١٨٩٠م ألف وثمنمائة وتسعين من الميلاد بباب الفتوح بالقاهرة وحفظ القرآن الكريم كله بالأزهر الشريف وجوَّده على صاحب الفضيلة الشيخ محمد علي خلف

<<  <  ج: ص:  >  >>