تعالى سنة ثمان وتسعين ومائة للهجرة رحمه الله وطيب ثراه وأكرم مثواه يوم يلقاه.
أفدناه من تذكرة الحفاظ للذهبي الجزء الأول ص (٢٦٢ - ٢٦٥) تقدم.
[٤٦- شيخ شيوخنا الشيخ سلطان المزاحي الشافعي المصري.]
شيخ شيوخنا الشيخ سلطان المزاحي الشافعي المصري:
هو سلطان بن أحمد بن سلامة بن إسماعيل أبو العزائم المزَّاحي (بفتح الميم وتشديد الزاي) نسبة إلى مزاح قرية بمصر المصري الأزهري الشافعي إمام الأئمة وبحر العلوم وسيد الفقهاء وخاتمة الحفاظ والقراء فريد العصر وقدوة الأنام وعلامة الزمان الورع العابد الزاهد الناسك الصوام القوام.
قرأ بالروايات على الشيخ الإمام المقرئ سيف الدين بن عطاءالله الفضالي بفتح الفاء البصير وأخذ العلوم الدينية عن النور الزيادي وسالم الشبشيرى وأحمد بن خليل السبكي وحجازي الواعظ ومحمد القصري تلميذ الشمس محمد الشربيني الخطيب. واشتغل بالعلوم العقلية على شيوخ كثيرين ينيفون على ثلاثين وأجيز بالإفتاء والتدريس سنة ثمان بعد الألف وتصدر بالأزهر للتدريس فكان يجلس في كل يوم مجلساً يُقرئ فيه الفقه إلى قبيل الظهر وبقية أوقاته موزعة لقراءة غيره من العلوم وانتفع الناس بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنة وموافقة قوله لعمله وأخذ عنه جمع كثير من العلماء المحققين منهم: الشمس البابلي والعلامة الشبراملسي وعبد القادر الصفوري ومحمد الخباز البطنيني الدمشقيان ومنصور الطوخي ومحمد البقري ومحمد بن خليفة الشوبري وإبراهيم المرحومي والسيد أحمد الحموي وعثمان النحراوي وشاهين الأرمناوي ومحمد البهوتي الحنبلي وعبد القادر الزرقاني المالكي وأحمد البشبيشي وغيرهم وجميع فقهاء الشافعية بمصر في عصرنا لم يأخذوا الفقه إلا عنه وكان بيته بعيداً عن الأزهر ومع ذلك يأتي إلى الأزهر من أول ثلث الليل الأخير فيستمر يصلي إلى طلوع الفجر ثم يصلي الصبح إماماً بالناس ويجلس بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس لإقراء القرآن من طريق الشاطبية والطيبة والدرة.
زاد عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين أنه توفي بالقاهرة في ١٧ من جمادى سنة خمس وسبعين وألف من الهجرة أهـ.