توبوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحاً} [التحريم: ٨] ، وقوله عز من قائل:{وَقِيلَ يا أرض ابلعي مَآءَكِ وياسمآء أَقْلِعِي}[هود: ٤٤] ، وقوله تعالى:{يامريم اقنتي لِرَبِّكِ واسجدي واركعي مَعَ الراكعين}[آل عمران: ٤٣] وما إلى ذلك فقد أجمعت المصاحف العثمانية على وصل "يا" التي للنداء بما بعدها رسماً وقراءة. ولا يجوز الوقف على "يا" والابتداء بـ"أيها" أو "بمريم" أو "بأرض" أو "بسماء" بل الوقف على كلمة "يا أيها" بأسرها والابتداء منها كذلك ومثلها "يا مريم" و"يا أرض""ويا سماء" إلى أخر ما هناك.
وقد أشار الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية إلى الكلمات من الخامسة عشرة إلى نهاية السادسة والعشرين بقوله:
حجٌّ عليكَ حرجٌ وقطعُهُمْ ... عن من يشاءُ من تولَّى يوم هُمْ
ومال هذا والذين وهؤلا ... تحينَ في الإمام صِلْ ووُهِّلاَ
كالُوهُمُ أو وَزَنُوهُمُ صِل ... كذَا من آل ويا وها لا تفْصِل
وبهذا ينقضي كلامنا عن الكلمات المقطوعة والموصولة اتفاقاً واختلافاً الوارد ذكرها في المقدمة الجزرية للحافظ ابن الجزري. وقد ذكرنا معها استطراداً بعض كلمات لم ترد في المقدمة هذه لاقتضاء المقام ذكرها هنا. ونشرع الآن بمشيئة الله تعالى في بيان الكلمات التي يجب على قارئ القرآن معرفتها والإلمام بالأحكام المتعلقة بها في كتابتها مقطوعة أو موصولة مما لم يرد له ذكر في المقدمة الجزرية في فصل عقدناه خاصًّا لهذا الغرض فنقول وبالله التوفيق ومنه نستمد العون والقول.