عِلْمُ الساعة} [فصلت: ٤٧] ففي هذا وشبهه قطع الاستعاذة أولى من وصلها لما فيه من البشاعة كما في النشر وغيث النفع وغيرهما. وقد اختاره الإمام أبو محمد مكي بن طالب في الكشف كما أحد على الإتيان بالبسملة والحالة هذه العارف بالله تعالى شيخ شيوخنا سيدي الشيخ مصطفى الميهي في فتح الكريم وعبارته "ويستحب البسملة في أثناء السورة ويتأكد ذلك عند نحو {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ الساعة}[فصلت: ٤٧] ، {وَهُوَ الذي}[الأنعام: ٩٧، ٩٨، ٩٩، ١١٤، ١٤١، ١٦٥] لما في ذكر ذلك بعد ذكر الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان" أهـ منه بحروفه.
وقد منع الشهاب البناء في إتحافه وصل البسملة بما بعدها في هذه الحال وكذلك يمنع وصل الاستعاذة بأجزاء السورة إذا كان المبتدأ به اسم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كالابتداء بقوله تعالى:{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله}[الفتح: ٢٩] فلا يجوز وصل الاستعاذة باسمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فيه من البشاعة أيضاً، وهنا ينبغي الإتيان بالبسملة. نبه على ذلك صاحب المكرر وهو كلام جيد لم أره لغيره وكما أن وصل الاستعاذة بأول أجزاء السورة ممنوع إذا كان أولها اسماً من أسماء الله تعالى أو ضميراً يعود عليه سبحانه فينبغي النهي عن البسملة في قوله تعالى: {الشيطان