السبع مجوداً لها حسن التلاوة ما سمعت أذني في أقطار الأرض كلها على كثرة من سمعت أحسن منه تلاوة للقرآن وأطيب منه نغمة به وأجود منه ترتيلاً، له يعطي الحروف حقها في مخارجها من غير إفراط ولا تفريط في تؤدة وسكون ووقار بقراءة مسترسلة متناسبة لا يرجع فيها ترجيع أهل الألحان ولا يسرع إسراع الهزرمة ولا يمد في غير المد ولا يتركه في محله محافظاً على مراتبه من توسط وإشباع وقصر، مجيداً للنطق بالإمالة وتسهيل الهمز مراعياً لصفات الحروف من تفخيم وترقيق وتغليظ وتشديد وغنه وإظهار وإخفاء. إذا سمعته يقرأ رأيته يخشى الله فجزاه الله عن كتابه خيراً وكان أيام إقامته بالمدينة المنورة كثيراً ما يقدم للإمامة لحسن صوته وعذوبة قراءته وتزاحم الناس على القرب منه لسماع قراءته ... إلى أن قال: فلما كان اليوم الذي قبل خروجه من المدينة ذهب لزيارة قباء ولحقته هناك وقرأت عليه حين قاربت الختم وقرأت عليه أيضاً المقدمة الجزرية في تجويد القرآن وتفرغ لي رحمه الله ذلك اليوم عن جميع أشغاله وفي الغد يوم رحيله ختمت عليه بالحرم النبوي قرب المواجهة فكانت مدة القراءة نحو من سبعة عشر يوماً ... كتبت بين يديه رضي الله عنه بعد فراغي من قراءة المقدمة الجزرية إجازة بالمقدمة الجزرية وبقراءة ابن كثير وبسائر مروياته وكانت الكتابة هذه ظهر يوم الأربعاء الموافق عشرين من شهر الله صفر عام ١٠٧٣هـ ثلاث وسبعين وألف ... إلى أن قال: ثم كتب الشيخ رضي الله عنه بخط يده عقب ما كتبته ما نصه: الحمد لله رب العالمين حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده صحيح ما كتبه الأخ في الله تعالى وقد استخرت الله تعالى وأجزت ذلك وجميع مروياتي في علم القراءات بمضمون الشاطبية والتيسير وجميع ما يجوز لي روايته من كتب الحديث وغيرها لعلمي بأهليته ... إلى أن قال: قال ذلك بفمه ورقمه بقلمه أفقر عباد الله وأحوجهم إليه العبد الفاني علي بن محمد بن عبد الرحمن الربيع الشيباني الشافعي مذهباً الزبيدي بلداً وموطناً، الأشعري معتقداً حامداً مصلياً عفا الله عنه وعن مشايخه في الدارين آمين وعن جميع المسلمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ... ثم ذكر بعد ذلك أسانيد شيخه الإمام أبي الحسن الربيع المترجم له في القراءات إلى الحافظ ابن الجزري ثم إلى الحافظ أبي عمرو الداني