الست كل ذلك من تأليف سبط الخياط وبكتب كثيرة غير ما ذكر على هذا الشيخ الجليل.
وقرأ على الشيخ كمال الدين أبي الحسن علي بن شجاع الضرير العباسي تسع ختمات ثمانية بإفراد الثمانية السبعة ويعقوب وتاسعة جمع فيها القراءات بمضمن العنوان والتيسير والشاطبية والتجريد والمستنير وتذكرة ابن غلبون والتمهيد للمالكي والتلخيص لأبي معشر.
وقرأ على عبد الرحمن بن مرهف بن ناشرة بمضمن التيسير والعنوان وسمع من الرشيد القرشي الحافظ وغيره وصحب الإمام رضي الدين أبا عبد الله الشاطبي. وعمَّر حتى لم يبق معه من يشاركه في شيوخه. ورحل إليه الخلق من الأقطار وازدحم الناس عليه لعلو سنده وكثرة مروياته. وجلس للإقراء بمدرسته الطيبرسية بمصر والجامع العتيق ولازم الإقراء ليلاً ونهاراً فقرأ عليه خلق لا يُحصون يضيق المقام بذكرهم هنا.
وكان إماماً أستاذاً نقالاً ثقة عدلاً محرراً صابراً على الإقراء.
قال الحافظ ابن الجزري: أخبرني شيخنا أحمد بن رجب البغدادي قال: أخبرني شيخنا النجم بن مؤمن قال: قرأت القراءات على الصائغ بعدة كتب في سبعة عشر يوماً وكان مع ذلك حسن الصوت طيب القراءة، وحكايته في قراءته في صلاة الفجر في قوله تعالى:{وَتَفَقَّدَ الطير فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الهدهد}[النمل: ٢٠] مشهورة أخبرني بها غير واحد من أصحابه منهم أبو بكر بن الجندي أنه كان حاضراً ذلك اليوم توفي في الثامن عشر من صفر سنة ٧٢٥هـ خمس وعشرين