للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا: "الأنداد هم الذين خضع الناس لهم وقصدوهم في قضاء حاجاتهم، وكان مشركو العرب يسمون ذلك الخضوع عبادة، إذ لم يكن عندهم شرع ينهاهم عن عبادة غير الله.

وأهل الكتاب الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أندادًا وأربابًا كانوا يتحاشون هذا اللفظ، فلا يسمون ذلك الاتخاذ عبادة ولا أولئك المعظمين آلهة وأندادا، بل يسمون دعاءهم غير الله والتقرب إليه توسلا واستشفاعًا" (١).

• وقال العلامة محمد فريد وجدي مدير مجلة الأزهر ورئيس تحريرها (المتوفى: ١٣٧٣): "أما ما وراء ذلك من دفن الصالحين في مدافن خاصة، ورفع القباب عليهم، وإيقاد السرج بجانب أضرحتهم، وترتيب الخدم لهم، ونذر النذور بأسمائهم، وتقريب القرابين إليهم، والاستغاثة في الملمات بهم، والتمسح بمقاصيرهم، وإعلاء قبورهم، ووضع العمائم والبراقع فوقهم، فمن أشد مناهي الشرع، وهي مما لم يحدث في الإسلام إلا بعد الصدر الأول بقرون عديدة، وهي من أفظع البدع التي بدّل المسلمون بها أكرم أصول هذا الدين المحفوظ في الكتاب والسنة" (٢).

• وقال العلامة عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف علامة حضرموت ومفتيها الأكبر في وقته (المتوفى: ١٣٧٥): "ومَن طَلب منهم [أي: الأولياء] ما لا يطلب إلا من جبار السموات، أو اعتقد أنّ لهم تأثيرًا من دون الله فقد وقع في صريح الإشراك، وما لنا وللتناول من بعيد وبين أيدينا الكتب التي نماسيها ونغاديها لوقائع أحوال السائلين، ففي البغية عن الكردي ... إلخ فتوى الكردي السابقة (٣).

• وقال الشيخ محمد جميل الشطي الحنبلي (المتوفى: ١٣٧٩): "ونزور الصالحين أحياءً وأمواتًا، ولا نزيد في زيارة قبورهم على قراءة المشروع، وإن شئنا زيادة فالدعاء والسؤال من الله تعالى والتوسل بحقهم عليه وجاههم لديه، ولا نطلب منهم ما لا يطلب إلا من الله كالشفاء والرزق، فإن فعل ذلك مع اعتقاد التأثير كفر وشرك، وبدونه غير مشروع" (٤).


(١) المصدر السابق (١/ ٦٤).
(٢) صفوة العرفان مقدمة تفسير القرآن، تحت عنوان "الولاية والكرامة".
(٣) رسالة المساواة والملكية (ص: ١٠).
(٤) الوسيط بين الإفراط والتفريط (ص: ٥).

<<  <   >  >>