للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يَقبل توحيدَ ربوبيته من العباد حتى يُفردوه بتوحيد العبادة كلَّ الإفراد، فلا يتَّخذون له ندًّا، ولا يَدْعون معه أحداً، ولا يتَّكلون إلَاّ عليه، ولا يَفزعون في كلِّ حال إلَاّ إليه، ولا يَدعونه بغير أسمائه الحسنى، ولا يتوصَّلون إليه بالشفعاء: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَاّ بِإِذْنِهِ}.

وأشهد أن لا إله إلَاّ الله وحده لا شريك له ربًّا ومعبوداً، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، الذي أمره أن يقول: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَاّ مَا شَاءَ اللَّهُ}، وكفى بالله شهيداً، صلى الله عليه وعلى آله والتابعين له في السلامة من العيوب وتطهير القلوب عن اعتقاد كلِّ شين يشوب" (١).

وبعد: فهذه نقولٌ كثيرة أبرزناها من محالها من كلام أئمة وعلماء أجلاء من أتباع المذاهب الأربعة وغيرها في حكم دعاء غير الله تعالى، والاستغاثة عند الشدائد بالأموات من الأنبياء والأولياء والصالحين، والتوجّه إليهم، وطلب الحاجات منهم من دون الله تعالى.

علمًا بأنّ من هؤلاء الأئمة والعلماء من أجاز التوسل بذوات الأنبياء والصالحين، ولكنهم فرّقوا بين التوسل بهم وبين الاستغاثة بهم. وهؤلاء العلماء فيما يتعلق بصفات الله تعالى منهم من كان على عقيدة السلف وأهل الحديث والأثر، ومنهم من كان أشعريًا، ومنهم من كان ماتريديًا.

ولم أذكر ضمن هذه النقول ما كان من نقول عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من أئمة الدعوة النجدية؛ لكثرة كلامهم في ذلك جدًا حتى ظنَّ بعضُ الناس أنّ الكلام في هذه المسألة هو من ابتداعهم وأنهم لم يُسبقوا إليه.

وقد اقتصرتُ على مجرد الجمع - وما عليّ إلا عهدة العزو- ليحكم القارئُ نفسُه بعد الاطلاع على هذه النقول على حكم ما يحصل من كثير من الناس مِن دعاء غير الله تعالى لقضاء الحاجات وانكشاف المهمات، والاستغاثة بغيره تعالى عند الشدائد والبليات.

واللهَ أسألُ أن يبارك هذا العمل، وأن يتقبله مني، وأن يجعله عملاً صالحًا، ولوجهه خالصًا، وألا يجعل لأحد فيه شيئًا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، ويرزقنا العمل به، إنه نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) هذه المقدمة مقتبسة من مقدمة كتاب تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد للسيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (المتوفى: ١١٨٢ هـ).

<<  <   >  >>