للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال الإمام الأذرعي الشافعي (المتوفى:٧٨٣): "وأما النذر للمشاهد الذي بُنيت على قبر ولي أو نحوه، فإن قصد به الإيقاد على القبر ولو مع قصد التنوير فلا.

وإن قصد به - وهو الغالب من العامة - تعظيم البقعة أو القبر أو التقرب إلى من دُفن فيها أو نُسبت إليه فهذا نذر باطل غير منعقد؛ فإنهم يعتقدون أن لهذه الأماكن خصوصيات لا تفهم، ويرون أنّ النذر لها مما يدفع البلاء. قال: وحكم الوقف كالنذر فيما ذكرناه اهـ" (١).

• وقال ابن أبي العز الحنفي (المتوفى: ٧٩٢): "التوحيد الذي دعت إليه الرسل، ونزلت به الكتب، هو توحيد الإلهية المتضمن توحيد الربوبية، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، فإن المشركين من العرب كانوا يقرون بتوحيد الربوبية، وأن خالق السماوات والأرض واحد، كما أخبر تعالى عنهم بقوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} {قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.

ومثل هذا كثير في القرآن، ولم يكونوا يعتقدون في الأصنام أنها مشاركة لله في خلق العالم، بل كان حالهم فيها كحال أمثالهم من مشركي الأمم من الهند والترك والبربر وغيرهم، تارة يعتقدون أن هذه تماثيل قوم صالحين من الأنبياء والصالحين، ويتخذونهم شفعاء، ويتوسلون بهم إلى الله، وهذا كان أصل شرك العرب" (٢).

• وقال سعد الدين التفتازاني (المتوفى: ٧٩٣) أثناء كلامه عن عبدة الأصنام: "لما مات منهم من هو كامل المرتبة عند الله تعالى اتخذوا تمثالاً على صورته وعظّموه تشفعًا إلى الله تعالى وتوسلا" (٣).

• وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي (المتوفى: ٧٩٥): "إنّ قول العبد: لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يُطاعٍ فلا يعصى هيبة له وإجلالاً ومحبة وخوفاً ورجاءً، وتوكلاً عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.

فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قول لا إله إلا الله، ونقصاً في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، وهذا كله من فروع الشرك" (٤).


(١) الفتاوى الفقهية الكبرى لابن حجر الهيتمي (٤/ ٢٨٦) ط/دار الفكر.
(٢) شرح الطحاوية (ص: ٣١) ط/ وزارة الأوقاف السعودية.
(٣) المقاصد في علم الكلام (٢/ ٦٥) دار المعارف النعمانية - باكستان.
(٤) تحقيق كلمة الإخلاص (ص:٢٣ - ٢٤) ط/ المكتب الإسلامي - بيروت.

<<  <   >  >>