للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال الشيخ محمد الخضر الناجي الجكني الشنقيطي (المتوفى: ١٤٢٤) عن نقاشه لمتصوفة بلاده أصحاب الطريقة القادرية: "وكنتُ أركز النقاش دائمًا مع هؤلاء المتصوفة على انحرافاتهم في العقيدة، وخاصة توحيد العبادة، حيث أنّ المتصوفة يسيطر عليهم الغلو في مشايخهم الأحياء والأموات إلى حد أنّ كثيراً منهم ينادي هؤلاء المشايخ الذين يسمونهم بالأولياء فيستغيثون بهم، ويطلبون منهم ما هو من خصائص الرب جل وعلا، مثل حصول الولد وشفاء المريض وتفريج الكربات وغير ذلك من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله عز وجل، والتي هي من خصائصه سبحانه وتعالى.

وقد بيّنت لهؤلاء أنّ الدعاء مخ العبادة، ولا يجوز صرفه لغير الله عز وجل، وأن هؤلاء المخلوقين ليس بيدهم شيء، ولا يستطيعون أن يعطوا هذه المطالب التي لا يملكون منها حقيرًا ولا نقيرًا" (١).

• وقال الشيخ الحسين بن عبد الرحمن الجكني الشنقيطي (المتوفى: ١٤٢٦): "حيث أنّ كثيرًا من المنتسبين للإسلام -وللأسف- ينادون المخلوقين من أحياء وأموات، ويستغيثون بهم، ويطلبون منهم الحوائج التي لا يقدر عليها إلا الله عز وجل، مثل حصول الولد، وشفاء المريض، وتفريج الكربات، وصدق الله تعالى حيث يقول: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلَاّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}.

وفي هذا الصدد فقد بيّنت أن الدعاء مخ العبادة، والمسلم يجب عليه إفراد الله تعالى وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه الله عز وجل على لسان خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم، وأنّ من صرف شيئًا من العبادة لغير الله تعالى فقد أشرك، ذاكرًا الآيات القرآنية الكثيرة التي فيها صريح النهي عن دعاء غير الله عز وجل" (٢).


(١) السلفية وأعلامها في موريتانيا (شنقيط) للطيب بن عمر بن الحسين (ص: ٤١١ - ٤١٢) دار ابن حزم -بيروت، ط/ الأولى، ١٤١٦ هـ.
(٢) المصدر السابق (ص: ٤١٤ - ٤١٥).

<<  <   >  >>