للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال الشيخ محمد طاهر ابن آصف الفنجفيري الماتريدي النقشبندي الملقب عند الحنفية المعاصرين بشيخ القرآن (المتوفى: ١٤٠٧): "وقلما تجد بلدة إلا ولها آلهة تُعبد وتُستغاث بهم ويعتقدون أهلها فيهم أنهم يتصرفون فيها، جعلوهم للنصر، والرزق، والأولاد، ودفع الضر، وينذرون لهم" (١).

وقال أيضًا: "وقد زادوا أوصافًا للأولياء الكرام والأنبياء العظام مشركين بالله العظيم، فقالوا: بعلم الغيب لهم، وأن لهم التصرف فيما يختارون ويهبون للناس ما يشاؤون وتقربوا بهم إلى الله العظيم بالوسائل الشركية كالمشركين، الذين كانوا يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، ويستغيثون بهم في الشدائد ويتضرعون إليهم ويتقبلون أعتابهم، ويطوفون حول قبورهم، وينذرون لهم ويسجدون" (٢).

• وقال العلامة محمد نسيب الرفاعي الحلبي (المتوفى: ١٤١٣): "إن الشرع الإسلامي الكريم لا يجيز مخاطبة الأموات والسؤال منهم قضاء الحاجات كالدعاء وغيره؛ لأنه انقطع عملهم بوفاتهم لقوله

صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له»، وكيف يسألون الأموات قضاء الحاجات والحي القيوم بديع السموات والأرض لا يسألونه، وهو حي باق لا يموت؟! " (٣).

وقال أيضًا: "والرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن توفاه الله هو من الموتى ومن أهل القبور، فثبت أنه لا يسمع دعاء أحد من أهل الدنيا وإن كان هو والأنبياء لا يبلون لأنّ الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء كما جاء في الصحيح، ولكنهم أجساد بلا أرواح، وهم أموات ولا شك، فإن الموت شيء وعدم البلى شيء آخر، فمن كان ميتاً لا يمكن أن يسمع أحداً من أهل الدنيا، فإذا ثبت عدم السماع يثبت عدم الإجابة لأنّ السمع هو همزة الوصل لحصول الجواب" (٤).


(١) العرفان في أصول القرآن (ص: ٢٢) المطبعة العربية بلاهور.
(٢) أصول السنة (ص: ٤٣) المطبعة العربية بلاهور.
(٣) التوصل إلى حقيقة التوسل (ص: ٢٥٦) ط/ الثالثة، ١٣٩٩ هـ.
(٤) التوصل إلى حقيقة التوسل (ص:٢٧٦).

<<  <   >  >>