للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• وقال ابن مفلح: "وفي الفنون: لا يخلّق القبور بالخلوق والتزويق والتقبيل لها والطواف بها والتوسل بهم إلى الله قال: ولا يكفيهم ذلك حتى يقولوا بالسر الذي بينك وبين الله. وأي شيء من الله يسمى سرا بينه وبين خلقه. قال: ويكره استعمال النيران والتبخير بالعود والأبنية الشاهقة الباب سموا ذلك مشهدا. واستشفوا بالتربة من الأسقام وكتبوا إلى التربة الرقاع ودسوها في الأثقاب، فهذا يقول جمالي قد جَربِت، وهذا يقول: أرضي قد أجدبت، كأنهم يخاطبون حيا ويدعون إلها" (١).

• وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي (المتوفى: ٥٢٠): "فانظروا - رحمكم الله - أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها، ويرجون البرء والشفاء من قبلها، وينوطون بها المسامير والخرق، فهي ذات أنواط، فاقطعوها" (٢).

• وقال قوام السنة الأصبهاني الشافعي (المتوفى: ٥٣٥): "ومن أسمائه: الوهاب: يهب العافية، ولا يقدر المخلوق أن يهبها. ويهب القوة ولا يقدر المخلوق أن يهبها، تقول: يا رب هب لي العافية ولا تسأل مخلوقا ذلك، وإن سألته لم يقدر عليه، وتقول عند ضعفك: يا رب هب لي قوة، والمخلوق لا يقدر على ذلك" (٣).

• وقال الإمام أبو عبد الله المازري المالكي (المتوفى:٥٣٦): "من علامات الموحدين التوجه إلى السماء عند الدعاء وطلب الحوائج؛ لأنّ العرب التي تعبد الأصنام تطلب حوائجها من الأصنام، والعجم من النيران" (٤).

• وقال أبو الفتح الشهرستاني الشافعي (المتوفى: ٥٤٨): "وبالجملة وضع الأصنام حيث ما قدروه إنما هو على معبود غائب حتى يكون الصنم المعمول على صورته وشكله وهيأته نائبا منابه وقائما مقامه، وإلا فنعلم قطعا أنّ عاقلاً مّا لا يَنحت جسمًا بيده ويصوره صورة، ثم يعتقد أنه إلهه وخالقه، وإله الكل وخالق الكل؛ إذ كان وجوده مسبوقا بوجود صانعه، وشكله يحدث بصنعة ناحته.


(١) الفروع (٢/ ٢١٤) دار الكتب العلمية.
(٢) الحوادث والبدع (ص: ٣٨ - ٣٩) دار ابن الجوزي.
(٣) الحجة في بيان المحجة (١/ ١٥٦) دار الراية - الرياض.
(٤) المعلم بفوائد صحيح مسلم (١/ ٤١٢) دار النشر التونسية.

<<  <   >  >>