للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال العلامة محمد بن عمر العماري (المتوفى:١٣٩١): "اعلم أنّ حال الشخص الذي يدعو غير الله جهارًا، ويطلب العون والمدد من الموتى كما ذكر السائل: حال المشركين في عصر التنزيل والعهد النبوي.

قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}، وقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَاّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وقال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَاّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَاّ فِي ضَلَالٍ}.

وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}

وقال تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} أي يقولون: ما نعبدهم وندعوهم إلا ليصلونا بالله، ويدنونا منه بشفاعتهم لنا، لقربهم منه، وجاههم عنده، لا نريد أكثر من ذلك.

فاستعرض أيها العاقل هذه الآيات التي تكشف حال المشركين في عصر النبوة على حال الشخص المذكور في السؤال ومن ضاهاه، ووازن بينهم، فتجدهم قد تأسّوا بهم، فإن القرآن كلام الله الذي قد أحاط بكل شيء علمًا، يعمّ في خطابه الموجودين وقت نزوله، ومن سيوجد بعد، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها" (١).

وقال أيضًا: "فإن قال الشخص المذكور: ليس حالنا كحال المشركين؛ لأن المشركين يدعون أصنامهم وهي حجارة، ونحن إنما ندعو صالحين؟

أجيب عنه بأن المشركين كذلك إنما يدعون صالحين، وإنما الأصنام مصوّرة بصورهم لتكون رمزًا لهم؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت حتى تخرج الصور فأُخرجت، ومن تلك الصور صورة إبراهيم وصورة مريم.

فإن قال: نحن نصلي ونصوم ونحج ونتصدق ونفعل خيرات كثيرة لله تعالى، أما المشركون فلا يعملون شيئا من ذلك لله تعالى؟


(١) فتوى عن حكم الاستغاثة بغير الله، لمحمد بن عمر العماري (ص: ١٣ - ١٥) تعليق: فائز سعيدان.

<<  <   >  >>