للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• وقال العلامة مبارك بن محمد الميلي المغربي المالكي (المتوفى: ١٣٦٤): "فإذا كان الدعاء عبادة وجب أن يختص بالله، وأن يحترز فيه من الوقوع في الشرك أو فيما هو ذريعة إليه" (١).

وقال أيضًا: "دعاء غير الله ... فهو شرك صريح وكفر قبيح، وله نوعان:

أحدهما: دعاء غير الله مع الله، كالذي يقول: يا ربي، ويا شيخي، يا ربي وجدي، يالله وناسه، يالله وسيدي عبد القادر ...

وإطلاق الشرك على هذا النوع واضح؛ لأنّ الداعي عطف غير الله على الله بالواو ثابتة أو محذوفة، وهي تقضي مشاركة ما بعدها لما قبلها في الحكم، والحكم المشترك فيه هنا هو عبادة الدعاء.

النوع الثاني: دعاء غير الله من دون الله، كالذي يقول: يا رجال الدالة، يا ديوان الصالحين.

وإطلاق الشرك على هذا النوع باعتبار أن الداعي وإن اقتصر على المخلوق في اللفظ لم ينكر الله ولم يبرأ منه في العقد، فكأن الله في كلامه مضمر" (٢).

وقال أيضًا: "ولقد فشا في المسلمين دعاء غير الله على شدة إنكار كتابهم له وتحذير نبيهم منه، حتى صار الجهلة ومن قرب منهم يؤثرونه على دعاء الله وحده" (٣).

وقال أيضًا: "التصرف في الكون خاص بالله سبحانه، وكل لفظ فيه نسبة الفعل للمخلوق لا يخلو من ثلاث حالات:

إحداها: أن تكون النسبة على معنى التأثير في الفعل من دون الله.

ثانيتها: أن تكون على معنى التأثير بجعل الله وتفويضه.

ثالثتها: أن تكون على معنى الإخبار عن عادة أجراها الله من غير تأثير ذاتي أو جعلي.

والحالتان الأوليان هما المحكيتان عن وثنيي الكلدانيين ...


(١) رسالة الشرك ومظاهره (ص: ٢٧٦) دار الراية للنشر والتوزيع، ١٤٢٢ هـ.
(٢) المصدر السابق (ص:٢٨١ - ٢٨٢).
(٣) المصدر السابق (ص: ٢٨٥).

<<  <   >  >>