للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• وقال الشيخ أبو الأعلى المودودي (المتوفى: ١٣٩٩) عند تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}: "ليس المراد من الشركاء في هذه الآية الشركاء الذين يدعونهم وينادونهم في الكربات وينذرون لهم في البليات، بل المراد من الشركاء في هذه الآية المطاعون الذين جعلوا أفكارهم وعقائدهم وضوابطهم وطرقهم ومذاهبهم شريعة يطاعون فيها بدون إذن من الله تعالى، فهذا العمل لا شك أنه شرك كما أن السجود لغير الله، ودعاء غير الله شرك" (١).

• وقال الشيخ غلام الله خان الملقب بشيخ القرآن (المتوفى: ١٤٠٠): "لقد تبين من هذه الآيات أن مشركي مكة لم يكونوا يدعون عند نزول الملمات إلا الله عز وجل وحده لا شريك له، ومع ذلك كانوا مشركين؛ لأنهم كانوا يدعون غير الله في غير ذلك الوقت، ولكن مشركي اليوم القبورية، قد سبقوا مشركي مكة وتجاوزوا الحد؛ لأنهم يدعون غير الله حتى وقت نزول الملمات بهم" (٢).

• وقال العلامة محمد علي بافضل (المتوفى: ١٤٠٤): "قال الله تعالى في سورة غافر: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال في سورة الأعراف: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، وقال في سورة غافر: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.

فهذا الدليل من كلام الله على كون الدعاء عبادة تختص بالله وحده.

والدليل من قول رسول الله: «الدعاء هو العبادة»، وقوله: «الدعاء مخ العبادة» أي لبّها الذي هو أفضل شيء فيها.

وكيف لا يكون الدعاء مخ العبادة أو هو العبادة وعنده يشعر الإنسان باللذة التي لا تعادلها لذة، والسرور الذي لا يدانيه سرور، وذلك عندما يتوجه في قضاء حاجاته إلى من بيده ملكوت كل شيء ...

وكيف لا يكون مخّ العبادة وهو محل الخضوع والتذلل والانكسار والرجاء والافتقار إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ...

ومن هذا يتبين المنع من دعاء غير الله أو دعائه معه، وإنّ من يُنزل حاجته بعاجز مثله أو يدعوه مع الله سبحانه فقد خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين" (٣).


(١) تفهيم القرآن (٤/ ٤٩٩) ط/ الحجرية بلاهور.
(٢) جواهر القرآن (ص: ٣٧) ط/ الحجرية الباكستانية.
(٣) دعوة الخلف إلى طريقة السلف (ص: ١٤٣ - ١٤٤).

<<  <   >  >>