للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١]، فالرسول بيَّن أفعال وأقوال الصلاة بقوله وفعله، بفعله: كما في حديث مالك بن الحويرث، وبقوله: كما علَّم المسيء الذي صلى وأساء في صلاته؛ فقال له الرسول: «إذا قمت إلى الصلاة، فكبر ثم اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، وافعل ذلك في صلاتك كلها» (١).

والصلاة أقوال وأفعال، منها ما هو سنن، ومنها ما هو واجبات، ومنها ما هو أركان، وقد بيَّن العلماء تفصيل أحكام هذه الأقوال والأفعال؛ فما تُرك من السنن فإنه لا تبطل به الصلاة، وما تُرك من الواجبات سهوًا يُجبر بسجود السهو، وما تُرك عمدًا فإنه تبطل به الصلاة، أمَّا الأركان فتبطل الصلاة بترك شيء منها سواء كان الترك سهوًا أو عمدًا، هذا ما فصَّله العلماء أخذًا من مجموع الأدلة (٢)، فالركوع والسجود من أركان الصلاة؛ لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ [الحج: ٧٧]، وقراءة الفاتحة ركن؛ لقوله : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» (٣)، أمَّا الاستفتاح فإنه سنة، فلو صلى الإنسان ولم يقرأ الاستفتاح فصلاته صحيحة ولو تركه متعمدًا (٤)، لكن ينبغي للمسلم أن يجتهد في


(١) أخرجه البخاري (٧٥٧) -واللفظ له-، ومسلم (٣٩٧) عن أبي هريرة .
(٢) ينظر: كشَّاف القناع (٢/ ٤٤٥).
(٣) أخرجه البخاري (٧٥٦)، ومسلم (٣٩٤) عن عُبادة بن الصامت .
(٤) ينظر: المجموع شرح المهذَّب (٣/ ٢٧١)، والمغني (٢/ ١٤١).

<<  <   >  >>