والقصد من الطواف حول الكعبة (قبلة المسلمين) التي أمرهم الله بالتوجه إليها في كل صلاة أينما كانوا، والقصد من الوقوف بالأماكن الأخرى في مكة في أوقاتها المحددة لها، وهي: عرفات ومزدلفة والإقامة بمنى؛ القصد من ذلك هو عبادة الله تعالى في تلك الأماكن المقدَّسة على الهيئة التي أمر الله بها.
أما الكعبة نفسها وتلك الأماكن وجميع المخلوقات فإنها لا تُعبد، ولا تنفع ولا تضر وإنما العبادة لله وحده، والنافع الضار هو الله وحده، ولو لم يأمر الله بحج البيت لما صح للمسلم أن يحج، لأنَّ العبادة لا تكون بالرأي والهوى، وإنما بموجب أمر الله تعالى في كتابه، أو سنة رسوله ﷺ، قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (٩٧)﴾ [آل عمران](١). والعمرة واجبة على المسلم مرة في العمر سواء مع الحج أو في أي وقت، وزيارة مسجد النبي ﷺ في المدينة ليست واجبة مع الحج ولا في أي وقت، وإنما هي مستحبة يثاب فاعلها، ولا يعاقب تاركها، وأما
(١) قال المصنف ﵀ في الحاشية: «وأما حج الجهال إلى قبور الأولياء والمشاهد فإنه ضلال ومخالفة لأمر الله تعالى وأمر رسوله ﷺ، قال الرسول ﷺ: «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»».