للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (بل وذكرت جملة من الطوائف الضالّة التي تدَّعي أنَّها على الحق، وهي بعيدة عنه، لكي يحذرها الجاهلون بحالها من المنتمين إليها وغيرهم، والله حسبي ونعم الوكيل): كثير من الطوائف المنتسبة للإسلام يدَّعون أنَّهم هم الطائفة المنصورة، والأمر بخلاف ما يقولون، فالطائفة المنصورة الناجية هي مَنْ بيَّنهم الرسول في قوله، قيل: مَنْ هي يا رسول الله؟ قال: «الجماعة» (١)، وفي لفظ: «مَنْ كان على مِثل ما أنا عليه وأصحابي» (٢) فمَن كان على هدي الرسول وصحابته فهو الذي على الحق، وكل مَنْ حاد عن طريقهم فهو على الباطل. وقوله: (والله حسبي ونعم الوكيل): يريد أن الله هو الموفِّق والمعين على بلوغ المراد، وإصابة الصواب.

* * *


= (١/ ١٠). وهو بنحوه في الرسالة (ص ٣٣٠) بلفظ: «إذا ثبتَ عن رسول الله الشيءُ فهو اللازم لجميع من عَرَفه، لا يُقَوِّيه ولا يُوهِنُه شيء غيرُه، بل الفرض الذي على الناس اتباعه، ولم يجعل الله لأحدٍ معه أمرًا يخالف أمرَه».
(١) أخرجه ابن ماجه (٣٩٩٢)، وابن عاصم في السنة (٦٣) عن عوف بن مالك .
(٢) أخرجه الترمذي (٢٦٤١)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (٩٦٥) - واللفظ له- عن عبد الله بن عمرو . وهذا الحديث له شواهد عديدة، وطرق كثيرة بألفاظ متقاربة كما في: تخريج أحاديث الكشّاف (١/ ٤٤٧ رقم ٤٥٥)، والصحيحة (٢٠٣، ٢٠٤، ١٤٩٢)، وقال الحاكم في المستدرك (١٠): «هذا حديثٌ كَثُرَ في الأصول». وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٣/ ٣٤٥): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند».

<<  <   >  >>