الشمس، فإذا وصلوا إلى منى رموا جمرة العقبة بعد طلوع الشمس بسبع حصيات تشبه الحمص لا كبيرة ولا صغيرة، ولا يجوز رميها بالنعال، لأنَّ هذا تلاعب يزينه الشيطان، وإرغام الشيطان في اتباع أمر الرسول ﷺ وهديه، وترك ما نهى الله عنه ورسوله.
ثم بعد الرمي ينحر الحاج هديه، ثم يحلق رأسه، والمرأة تقصِّره، وإن قصَّر الرجل جاز، لكنَّ الحلق أفضل ثلاث مرات، ثم يلبس ثيابه وقد حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء، ثم يفيض إلى مكة ويطوف طواف الحج ويسعى، وبهذا قد حل له كل شيء حتى الزوجة، ثم يرجع إلى منى فيقيم بها باقي يوم العيد ويومين بعده مع ليلتيهما يبيت في منى وجوبًا، ويرمي الجمار الثلاث في اليوم الحادي عشر والثاني عشر بعد زوال الشمس، يبدأ بالصغرى التي تلي منى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة التي رماها يوم العيد، كل واحدة يرميها بسبع حصيات، يكبِّر مع كل حصاة، وحصى الجمار يأخذه من منزله في منى، ومَن لم يجد مكانًا في منى نزل حيث تنتهي الخيام.
فإذا أراد الانصراف من منى بعدما يرمي في اليوم الثاني عشر فله ذلك، وإن تأخر إلى اليوم الثالث عشر، فهو أفضل، ويرمي بعد الزوال، فإذا أراد السفر طاف طواف الوداع بالبيت، ثم سافر بعده مباشرة، والمرأة الحائض والنفساء إذا كانت قد طافت طواف الحج وسعت ليس عليها طواف وَدَاعٍ.