للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحساب والجنة والنار، وسار على طريقة البراهمة (١) والبوذيين الكفرة، وجمع بين اليهود والنصارى والمسلمين، وأنه لا فرق بينهم، ثم أنكر نبوة خاتم المرسلين محمد ، وأنكر كثيرًا من الأحكام الإسلامية، ثم ورثه بعد هلاكه وزيرٌ له يتسمى (البهاء) (٢)، ونشر دعوته وكثر أتباعه، فنسبت الفرقة إلى اسمه فسُميت البهائية.

ومن الفرق الخارجة عن الإسلام، وإن كانت تدعيه، وتصلي وتصوم وتحج، فرق كبيرة العدد تدعي أنَّ جبريل خان في الرسالة حيث صدَّها إلى محمد ، وقد كان مرسلًا إلى علي ، وبعضهم يقول: علي هو الله، ويغلون في تعظيمه وتعظيم أبنائه وأحفاده وزوجته فاطمة وأمها خديجة أجمعين؛ بل قد جعلوهم آلهة مع الله، يدعونهم، ويعتقدون أنهم معصومون، وأنَّ منزلتهم عند الله أعظم من منزلة الرسل عليهم الصلاة والسلام.


(١) البراهمة: قبيلة من قبائل الهند، نسبة إلى «براهم» أحد ملوكهم، لهم طقوس وشعائر تميِّزهم عن غيرهم، وينكرون النبوات مع إقرارهم بوجود الصانع وحدوث العالم، وتفرقوا أصنافًا: فمنهم أصحاب البددة، ومنهم أصحاب الفكرة، ومنهم أصحاب التناسخ. ينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل (١/ ٦٣)، والملل والنحل (٣/ ٩٥).
(٢) البهاء أو بهاء الله: هو حسين علي نوري بن عباس بن بزرك، الميرزا رأس البهائية ومؤسسها. وُلد سنة (١٢٣٠) في بلدة نور «بمازندران» وقيل بطهران، خَلَفَ «الباب» في دعوته، فاتُّهم بالاشتراك في مؤامرة لاغتيال ملك إيران ناصر الدين شاه؛ فاعتقل وأُبعد، فنزل ببغداد وعكا بفلسطين. من آثاره ما سماه: «الكتاب الأقدس»، و «الإيقان»، هلك سنة (١٣٠٩). ينظر: الأعلام للزركلي (٢/ ٢٤٨).

<<  <   >  >>