للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: حلمٌ من الشيطان ليحزن المؤمن، فهذه أقسام المنامات، وقد جاء ذلك في حديث صحيح عن النبي (١)، فالشيخ جعل النوم والرؤيا الصالحة من البراهين على ربوبيته ؛ فإنها يحصل بها كشف لبعض أمور الغيب، ومما يدل على أن النوم آية قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ [الروم: ٢٣].

قوله: (البرهان السادس: الروح: التي لا يعرف حقيقتها إلا الله وحده): هذا أيضًا من براهين وجود الله وقدرته وحكمته، فهذه الروح مخلوق -من مخلوقات الله- خفي، وهي في أبداننا ومع ذلك لا نعلم حقيقتها، ولها من الأحوال والتصرُّفات الأمور العجيبة، فهي التي تفيض على بدن الإنسان الحسَّ والحركة؛ فالبدن إذا خلا عن الروح فلا حس ولا حركة، فهي قوام البدن، وهي من أعظم آيات الله، قال تعالى: ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)[الإسراء] (٢)، وقد أخبر الرسول عن مبدأ الروح في الإنسان وأنَّها بواسطة الملَك: «فينفخ فيه الروح» (٣) أي: في الطَّور الأخير من أطوار الجنين ينفخ فيه الروح فيكون مستعدًّا للحس والحركة.


(١) أخرجه مسلم (٢٢٦٣) عن أبي هريرة .
(٢) تفسير الروح بأرواح الحيوان: هو رواية عن ابن عباس، واستظهره الواحدي، ونسبه ابن عطية للجمهور. وقيل: الروح هو جبريل، وقيل: هو مَلَكٌ، وقيل غير ذلك. ينظر: تفسير الطبري (١٥/ ٦٩ - ٧١)، والتفسير البسيط (١٣/ ٤٦٢ - ٤٦٤)، والمحرر الوجيز (٥/ ٥٣٥).
(٣) أخرجه البخاري (٣٢٠٨)، ومسلم (٢٦٤٣) -واللفظ له- عن ابن مسعود .

<<  <   >  >>