للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنت ليس لك خالقٌ ولا مبدعٌ؛ لم تَقبل فطرتُه ذلك، ولهذا مثَّل الشيخ بالشيوعي (١) الجاحد المنكر للخالق، الملحد أعظم إلحاد، فإنه يعيش في هذه الحياة حياة الشقاء؛ لأنَّه لا يعرف من أين جاء ولا إلى أين يذهب، فلا يُقرُّ بمبدأ ولا معادٍ، ومَن كانت هذه حاله كان في دنياه في شقاء عظيم: في تفكيره وفي علمه وفي عقله، فالرسل عرَّفوا العباد بمبدئهم ونهايتهم وبمصيرهم، ومَن لا يؤمن بالرسل ولم يتبع ما جاؤوا به؛ لا يعرف مبدأً ولا معادًا ولا لماذا وُجد، فهو في هذه الحياة في حيرةٍ من أمره، وقد تضمَّن القرآن الإجابة على هذه الأسئلة؛ قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)[البقرة]، وقال تعالى: ﴿وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨)[البقرة]، وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)[الذاريات]، فالإنسان جاء من ربه الذي بدأ خلقه، وقد خلقه ليعبده ثم هو ذاهب إليه بعد موته ليجزيه، ولهذا قال الرجل الصالح صاحب ياسين لقومه: ﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢)[يس].


(١) الشيوعية: مذهب فكري يقوم على الإلحاد، وأن المادة هي أساس كل شيء، ويفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعامل الاقتصادي. ظهرت في ألمانيا على يد ماركس وإنجلز، وتجسَّدت في الثورة البُلْشُفِية التي ظهرت في روسيا سنة (١٩١٧ م) بتخطيط من اليهود، وتوسَّعت على حساب غيرها بالحديد والنار. ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (٢/ ٩١٩).

<<  <   >  >>