للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الأسماء التي ذكر الشيخ: «الواحد» الدال على نفي الشريك، ثم استدل بسورة الإخلاص لتضمنها اسمه تعالى «الأحد»، وهو بمعنى «الواحد»، ثم عبَّر الشيخ عن معنى اسمه «الصمد» المذكور في السورة، ومما فُسِّر به: أنه الذي يصمد إليه العباد في حوائجهم، وقيل بأنَّه الكامل في جميع الصفات: السيد الكامل في سؤدده؛ في علمه وقدرته وحكمته وغناه (١)، وأن من صفاته تعالى: أنه لم يلد ولم يولد، وفي هذا ردٌّ على اليهود والنصارى والمشركين الذين نسبوا إلى الله الولد، وأشار إلى أن الله أنكر عليهم، وأغلظ الإنكار، وبيَّن أنه لا شبهة للنصارى في تأليه المسيح، وزعمهم أنه ابن الله، لا شبهة لهم في أنه مخلوق من أم بلا أب؛ لأن الله على كل شيء قدير، فخَلْق عيسى كخَلْق آدم من تراب، فكلاهما مخلوقٌ بأمر الله وإرادته، قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩)[آل عمران]، وقال في شأن عيسى: ﴿إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥)[مريم]، ومن فضل هذه السورة أنها تعدل ثُلُثَ القرآن (٢)، وأنها صفة الرحمن، وفي الحديث الصحيح عن عائشة : أن النبي بعث رجلًا على سرية، وكان


(١) وقيل غير ذلك. ينظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (ص ٢٥٢)، وتفسير الطبري (٢٤/ ٧٣١).
(٢) جاء ذلك في حديث أبي سعيد الخدري كما في البخاري (٥٠١٣)، (٥٠١٥)، وأبي هريرة كما في مسلم (٨١١)، (٨١٢)، وقال ابن القيم في زاد المعاد (١/ ٣٧٠): «والأحاديث بذلك تكاد تبلغ مبلغ التواتر». وينظر: نظم المتناثر (١٩٨).

<<  <   >  >>