للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم ب «قل هو الله أحد»، فلما رجعوا ذكروا (١) ذلك للنبي ، فقال: «سلوه لأيِّ شيءٍ يصنع ذلك؟»، فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي : «أخبروه أنَّ الله يحبه» (٢).

وأمَّا قول الشيخ: (خلق كل شيء من العدم): فالصواب أن يُقال: «بعد العدم» (٣).

ثم ذكر الشيخ أن الله جعل لهذا العالم نظامًا لا يتغير شيءٌ منه إلا بمشيئة الله، وهذا النظام هو ما سمَّاه الله سُنَّةً، ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٦٢)[الأحزاب]، ولكنه تعالى قادرٌ على خرق العادة كيف شاء، كما خلق عيسى وآدم وزوجه على خلاف السُّنَّة في خلق البشر، ومن قدرة الله على خرق العادة إنطاقُ بعض الحيوانات بكلام مفهوم، ومن خوارق العادات قطع المسافات البعيدة في أقصر وقت كما في قصة الإسراء والمعراج، وقد ذكر الشيخ ذلك كله. وقوله: (وأمره فيها أن يقول لهم: الله واحد لا شريك له): لو قال: «أمره الله أن يقول: الله أحد» لكان أولى؛ ليطابق لفظ الآية، ولكنه أراد تفسيرَ الأحد بالواحد، وهو حقٌّ (٤).


(١) هكذا في بعض نسخ صحيح مسلم، وفي بعضها: «ذُكر».
(٢) أخرجه البخاري (٧٣٧٥)، ومسلم (٨١٣) واللفظ له.
(٣) تنظر: (ص ٢١).
(٤) تفسير الأحد بالواحد قال به: ابن عباس وأبو عبيدة مَعْمَر بن المُثَنَّى، وفرَّق قوم بينهما. ينظر: مجاز القرآن (٢/ ٣١٦)، وزاد المسير (٤/ ٥٠٦).

<<  <   >  >>