للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والغني والفقير، فلا يظلم أحدًا، ويقتص للمظلوم من ظالمه، حتى الحيوانات يقتص لها ممن يظلمها، ويقتص لبعضها من بعض، ثم يقول لها: كوني ترابًا، لأنها لا تدخل جنة ولا نارًا.

ويجازي بني الإنسان والجن كلًّا بعمله؛ فيُدخل المؤمنين به الذين أطاعوه واتبعوا رسله الجنة؛ ولو كانوا أفقر الناس، ويُدخل الكافرين المكذبين النار ولو كانوا أغنى الناس وأشرفهم في الدنيا، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣]. والجنة: هي دار النعيم، فيها من أصناف النعيم ما لا يقدر أحد على وصفه، فيها مئة درجة (١)، لكل درجة سُكَّان على قدر قوة إيمانهم بالله وطاعتهم له، وأقل درجةٍ في الجنة يُعطى أهلها من النعيم مثل نعيم أَنْعَم مَلِك في الدنيا سبعين مرة (٢).

والنار -أعاذنا الله منها- هي دار العذاب في الآخرة بعد الموت، فيها من أصناف العذاب والنَّكال ما يَهُول ذكرُه القلوبَ، ويبكي العيون.

ولو كان الموت يوجد في الدار الآخرة لمات أهل النار بمجرد رؤيتها، ولكن الموت مرة واحدة ينتقل به الإنسان من الحياة الدنيا إلى الآخرة، وقد جاء في القرآن العظيم الوصف الكامل للموت، والبعث والحساب والجزاء، والجنة والنار، وفيما ذكرنا إشارة إليه.


(١) أخرجه البخاري (٢٧٩٠) عن أبي هريرة . وينظر: حادي الأرواح (١/ ١٥٦ - ١٥٩).
(٢) لم نجده. وسيأتي كلام شيخنا حفظه الله في التعليق.

<<  <   >  >>