للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأدلة على البعث بعد الموت والحساب والجزاء كثيرة جدًّا، قال الله تعالى في القرآن العظيم: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (٥٥)[طه]، وقال الله تعالى: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩)[يس]، وقال تعالى: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧)[التغابن]. المعنى الإجمالي للآيات:

يخبر الله في الآية الأولى: أنه خلق بني الإنسان من الأرض، وذلك حينما خلق أباهم آدم من تراب، ويخبر أنه يعيدهم فيها بعد الموت في القبور كرامةً لهم، ويخبر أنه يخرجهم منها مرة أخرى، فيَخرجون من قبورهم أحياء من أولهم إلى آخرهم، فيحاسبهم الله ثم يجازيهم.

وفي الآية الثانية: يَرُدُّ الله على الكافر المكذِّب بالبعث الذي يستغرب حياة العظام بعد فنائها، يردُّ الله عليه، فيخبر أنه يحييها؛ لأنه الذي أنشأها أول مرة من العدم.

وفي الآية الثالثة: يَرُدُّ الله على الكافرين المكذِّبين بالبعث بعد الموت زعمهم الفاسد، ويأمر رسوله أن يقسم لهم بالله قسمًا مؤكدًا أنَّ الله سوف يبعثهم، وسوف ينبِّئهم بما عملوا، ويجازيهم عليه، وأنَّ ذلك يسير على الله.

<<  <   >  >>