عنها الإنسانُ في قبره: مَنْ ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيك؟ (١) فعُلم بذلك أهمية هذا الكتاب لأن موضوعه أهم المهمات، وأوجب الواجبات: وهو الإيمان بأن الدين الحق هو دين الإسلام المبني على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وما يتبعهما من أركان الإسلام، والأصول الثلاثة التي يُسأل عنها الإنسان راجعةٌ إلى الشهادتين.
وهو دعوةٌ لجميع الناس ليُدخِل الكفار في الإسلام، ومن كان مسلمًا يثبت على الإسلام، ويخص الشيخ بالخطاب ذوي العقول ليفكروا في حقيقة الإسلام؛ فيعلموا أنه دين الفطرة والعقل والشمولية والكمال؛ فيعرفوا بذلك فضله على غيره من الأديان فيؤثروه، ويتمسَّكوا به طلبًا للنجاة من الخسران، ولهذا يقول في مقدمته:(فهذه دعوةٌ إلى النجاة، أتقدم بها لكل عاقلٍ في الوجود -ذكرًا أو أنثى- راجيًا من الله العلي القدير أن يُسعد بها مَنْ ضلَّ عن سبيله).
تنبيه:
سمى الشيخ كتابه:«دين الحق»، والمناسب لمقصوده أن يكون ب «أل» لا بالإضافة؛ فيُقال:«الدين الحق»، ويثبت على هذا الغلاف بهذا اللفظ على تقدير: هذا هو الدين الحق، وهو دين الإسلام المبني على
(١) أخرجه أحمد (١٨٥٣٤)، وأبو داود (٤٧٥٣)، والترمذي (٣١٢٠) عن البراء بن عازب ﵁، وحسنه الترمذي، وصححه البيهقي في شُعب الإيمان (٣٩٠). وأصله عند مسلم (٢٨٧١ - ٧٣) دون السؤال عن الدين ولفظه: «فيقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبيي محمد ﷺ». وينظر: نظم المتناثر (١١١).