للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والغائب لا يُستغاث به ولا يُستعان به البتة؛ لأنَّه لا يملك شيئًا، ولو كان نبيًّا أو وليًّا أو ملَكًا.

والغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، فمَن ادعى أنه يعلم الغيب فهو كافرٌ يجب تكذيبه، ولو تكهَّن بشيء فوقع فهو من باب الموافقة، قال رسول الله : «مَنْ أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد» رواه الإمام أحمد والحاكم (١).

ومن العبادة: التوكل والرجاء والخشوع:

فلا يتوكل الإنسان إلا على الله، ولا يرجو إلا الله، ولا يخشع إلا لله وحده.

ومما يُؤسَف له أنَّ كثيرًا من المنتسبين للإسلام يشركون بالله، فيدعون غيره من الأحياء المعظَّمين، ومن أهل القبور، ويطوفون بقبورهم، ويطلبون منهم حوائجهم، وهذا عبادة لغير الله، فاعلها ليس مسلمًا وإن ادعى الإسلام وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وصلَّى وصامَ وحجَّ البيت.

قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥)[الزمر].


(١) أخرجه أحمد (٩٥٣٦)، والحاكم (١٥)، ومن طريقه البيهقي (١٦٥٧٤) عن أبي هريرة . ونقل المناوي في فيض القدير (٦/ ٢٣) عن الحافظ العراقي أنه قال في أماليه: «حديث صحيح». وصححه الذهبي في المهذب في اختصار السنن (١٢٧٩٩). وينظر: الصحيحة (٣٣٨٧)، وإرواء الغليل (٢٠٠٦).

<<  <   >  >>