للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الله: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (٧٢)[المائدة]. وأمر الله تعالى رسوله محمدًا أن يقول للناس: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)[الكهف]. وهؤلاء الجهال غرَّهم علماء السوء والضلال الذين عرفوا بعض الفروع، وجهلوا التوحيد الذي هو أساس الدين، فصاروا يدعون إلى الشرك، جهلًا منهم بمعناه باسم الشفاعة والوسيلة، وحُجتهم في ذلك التأويلات الفاسدة لبعض النصوص والأحاديث المكذوبة قديمًا وحديثًا على رسول الله ، والحكايات وأحلام المنام التي نسجها لهم الشيطان، وما شابه ذلك من الضلالات التي جمعوها في كتبهم؛ ليؤيدوا بها عبادتهم لغير الله اتباعًا للشيطان وللهوى، وتقليدًا أعمى للآباء والأجداد، كحال المشركين الأوَّلين.

والوسيلة التي أمرنا الله أن نبتغيها في قوله ﷿: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: ٣٥] هي الأعمال الصالحة: من توحيد الله والصلاة والصدقة والصيام والحج، والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الرحم، ونحو ذلك، أما دعاء الأموات والاستغاثة بهم عند الشدائد والكربات؛ فهذا عبادة لهم من دون الله.

<<  <   >  >>