للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشفاعة الأنبياء والأولياء وغيرهم من المسلمين الذين يأذن الله لهم في الشفاعة حقٌّ نؤمن بها، ولكنها لا تُطلب من الأموات؛ لأنها حقٌّ لله لا تحصل لأحد إلا بإذنه تعالى، فيطلبها الموحِّد لله من الله تعالى قائلًا: «اللهم شفِّع فيَّ رسولك وعبادك الصالحين»، ولا يقول: «يا فلان اشفع لي»؛ لأنه ميت، والميت لا يُطلَب منه شيءٌ أبدًا، قال الله تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٤٤)[الزمر]. ومن البدع المحرمة المخالفة للإسلام والتي نهى عنها رسول الله في الأحاديث الصحيحة في الصحيحين والسنن: اتخاذ المساجد، والسُّرج على القبور (١)، والبناء عليها، وتجصيصها (٢) والكتابة عليها (٣)،


(١) أخرجه أحمد (٢٠٣٠)، وأبو داود (٣٢٣٦)، والترمذي (٣٢٠)، والنسائي (٢٠٤٣) عن ابن عباس، قال: «لعن رسول الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُّرج».
وقال مسلم في كتاب التفصيل -فيما نقله ابن رجب في فتح الباري (٣/ ٢٠٢) -: «هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس».
أما أحاديث لعن زوَّرات القبور فثابتة، وقد رواها جماعة من الصحابة؛ كأبي هريرة، وحسَّان بن ثابت، وعبد الله ابن عباس. ينظر: أحكام الجنائز (ص ٢٣٥ - ٢٣٦).
(٢) أخرجه مسلم (٩٧٠ - ٩٤) عن جابر .
(٣) أخرجه أبو داود (٣٢٢٦)، والترمذي (١٠٥٢)، والنسائي (٢٠٢٧) عن جابر . وصححه الترمذي، والحاكم (١٣٦٩). وينظر: أحكام الجنائز للألباني (ص ٢٦٠ - ٢٦١).

<<  <   >  >>