للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلقاء الستور عليها (١)، والصلاة في المقبرة (٢)، كل هذا نهى عنه الرسول الكريم ؛ لأنه من أعظم أسباب عبادة أصحابها.

وبهذا يتبين أنَّ من الشرك بالله ما يفعله الجهّال عند بعض القبور في كثير من البلدان، مثل: قبر البدوي والسيدة زينب في مصر، وقبر الجيلاني في العراق، والقبور المنسوبة لآل البيت في النجف وكربلاء في العراق، وقبور أخرى في كثير من البلدان من الطواف حولها، وطلب الحوائج من أهلها، واعتقاد النفع والضر فيهم.

ويتبين أنَّ هؤلاء بفعلهم هذا مشركون ضالون، وإن ادعوا الإسلام وصلوا وصاموا وحجوا البيت، ونطقوا بلا إله إلا الله محمد رسول الله؛ لأنَّ الناطق بلا إله إلا الله محمد رسول الله لا يُعتبر موحِّدًا لله حتى يعرف معناها، ويعمل به، كما تقدَّم بيان ذلك.

أما غير المسلم فإنه يدخل في الإسلام ابتداء بنطقه بها، ويسمى مسلمًا حتى يتبين منه ما ينافيها من بقائه على الشرك كهؤلاء الجهّال، أو إنكاره لشيء من فرائض الإسلام بعد بيانها له، أو إيمانه بدين


(١) لعل المصنف يشير لما جاء في مسلم (٩٦٩) عن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ؟ «أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته».
(٢) أخرج مسلم (٩٧٢) عن أبي مرثد الغنوي ، قال: قال رسول الله : «لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها». وينظر: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد للألباني (ص ١٤)؛ فقد ذكر أربعة عشر حديثًا.

<<  <   >  >>