للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العامة، وباطنا لا يعلمه إلا الأئمة والأولياء، ليتم لهم التحريف والتشويه، ومنه صنعوا أفكارهم في العبادة والاعتقاد، وأوغلوا في الاعتقاد في آل البيت، كل حسب رغبته وميوله، وما يريد الوصول إليه، فتحصل من ذلك زيغ في شأن علي - رضي الله عنه -، وآخر في شأن الحسين - رضي الله عنه -، وآخر في شأن فاطمة رضي الله عنها، وأفرغوا عليهم من أوصاف الألوهية ما لا يقره المجانين فضلا عن العقلاء، وجعلوا لمسمى الشيعة ظاهرا وباطنا؛ فظاهره ما يظن العامة أن المراد الانتصار لعلي بن أبي طالب: الخليفة الراشد - رضي الله عنه - وذريته، والباطن وهو الحق أنهم شيعة عبد الله بن سبأ، وقد اجتمع في هذا التشيع الحقد المجوسي، والحقد اليهودي، لأن ابن السوداء المعروف بعبد الله بن سبأ، من يهود اليمن، دخل في الإسلام ظاهرا، وهو يهودي حاقد منتقم، كانت فكرة حب آل البيت مجالا لدعوته الناس إلى الكفر والزندقة؛ لأن ذلك يحقق له أنصارا لهم ثأثير على الإسلام والمسلمين، وأتباعا من الرعاع، الذين يتبعون كل ناعق، ولحصرهم في مجال الفكر السبئي، جرى استخدام حب آل البيت مظلة، لذلك الفكر الذي لم يأل جهدا في تصوير كل ما جاء في الكتاب والسنة بطريقة مغايرة تماما لما كان عليه المسلمون قبل الفتنة، فكان منهج التشيع جملة الأفكار التي نشرها عبد الله بن سبأ، بناء على الدلائل التالية:

أولا: قام بتحريف مفهوم التشيع من مجرد المفاضلة بين علي بن أبي طالب الخليفة الراشد، والخلاف على أحقيته بالخلافة دون من سبقه، إلى أن القول بإمامته أمرا واجبا، وأن من لم يعتقد ذلك فليس بمسلم.

ثانيا: أوجد القول بالوصية لعلي بن أبي طالب الخليفة الراشد - رضي الله عنه -، فهو أول من قال بالنص في الإمامة (١)، ولم يسبق إلى ذلك البتة، فأظهر الغلو في إمامة علي وذريته، مبتدعا النص عليها (٢)، ومن هنا دوَّن أفكاره الأئمة المضلون من شيعته، يقول الكليني: "ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله رسولاً


(١) رجال الشيعة للكشي: ص ٧١، وفرق الشيعة للنوبختي: ص ٢٢، وأنظر: الفصل في الملل والنحل ٢/ ٩١، ٤/ ١٣٨، ١٤٢.
(٢) انظر: الفتاوى لابن تيمية ٤/ ٤٣٥.

<<  <   >  >>