ثامنا: أبطل العمل بالسنة النبوية، وقرر سب الخلفاء والصحابة - رضي الله عنهم -.
تاسعا: سن التزوير والكذب فيما يخدم التشيع السبئي، ووضع النصوص لذلك كذبا من طريق آل البيت.
بعد أن تمكن ابن السوداء من تحديد مسار التشيع السبئي، جاء دور الأتباع من الأئمة المضلين، وأتباعهم الغلاة، كل ذلك باسم التشيع الظاهر منه أنه لعلي وذريته، والباطن منه مناوأة الإسلام جملة وتفصيلا؛ فقد تفرقت بهم الأهواء، واستطار بهم الضلال، وعظم فيهم الفساد، واجتهدوا في نشره بين العباد، فصاروا شيعا وأحزابا، كل حزب بما لديهم من هدم الإسلام فرحون، ولنبدأ بأخطر الفرق على المسلمين، الفرقة الإمامية.
فرقة الرافضة الإمامية المِعْول الأكثر هدما للوحدة، التي بني عليها الإسلام، فهي تخالف أهل البيت في عامة أصولهم، فليس أحد من أئمة أهل البيت: مثل علي بن الحسين، وأبي جعفر الباقر، وابنه جعفر بن محمد، ينكر الرؤية، ويقول بخلق القرآن، وينكر القدر، ويقول بالنص على علي، وبعصمة الأئمة الاثني عشر، ويسب أبا بكر وعمر وعثمان، والمنقولات الثابتة المتواترة معروفة موجودة عن هؤلاء رحمهم الله؛ وهي خلاف معتقد الإمامية، المنكرين للرؤية، والقائلين بخلق القرآن، وبسب أبي بكر وعمر وعثما، وتكفير الصحابة (١)، وهذا خلاف منهج أهل السنة، فلم يوافقوا أهل البيت في العقيدة، كما وافقهم أهل السنة، وشيوخ الرافضة معترفون بأن هذا الاعتقاد في التوحيد والصفات والقدر لم يتلقوه لا عن كتاب، ولا سنة، ولا عن أئمة أهل البيت، وإنما يزعمون أن العقل دلهم عليه، كما يقول ذلك المعتزلة، وإنما يزعمون أنهم تلقوا عن الأئمة الشرائع، ولذلك يتفقون مع أهل السنة في غالب الأحكام الشرعية، ولهم مفردات شنيعة لم يوافقهم عليها أحد، ولهم مفردات عن المذاهب الأربعة، قد قال بها غيرهم من السلف، وأهل الظاهر، وفقهاء المعتزلة، وغير هؤلاء، فهذه ونحوها من مسائل الاجتهاد التي يهون الأمر فيها، بخلاف الشاذ الذي يعرف أنه لا أصل له، لا في كتاب الله، ولا سنة رسوله،