للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحمد بن المنكدر، وعمر بن عبد العزيز، وعامر الشعبي رحمهم الله (١)، فنتج عن ذلك ما أخذه القراء السبعة رحمهم الله، المجمع على صحة قراءاتهم وأولهم:

١ - الإمام الذي قام بالقراءة بمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد التابعين أبو عبدالرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.

وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضين ببلده أخذ القراءة عن جماعة من التابعين منهم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وكان عبد الرحمن قد قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وعلى قراءة نافع اجتمع الناس بالمدينة العامة منهم والخاصة.

توفي نافع رحمه الله سنة تسع وستين ومائة، وكانت وصيته لبنيه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٢).

٢ - كان الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة وأتم به أهلها في عصره، عبد الله بن كثير، مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له: الداري، كان مقدما في عصره، قرأ على مجاهد بن جبر، وقرأ مجاهد على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وقرأ ابن عباس على أُبي بن كعب - رضي الله عنه -، ولم يخالف ابن كثير مجاهدا في شيء من قراءته، وقد أجمع أهل مكة على قراءته.

وعن ابن عيينة أنه توفي سنة عشرين ومائة، رحمه الله.

٣ - وأما أهل الكوفة فكان الغالب على المتقدمين من أهلها قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه؛ لأنه هو الذي بعث به إليهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ليعلمهم، فأخذت عنه قراءته قبل أن يجمع عثمان - رضي الله عنه - الناس على حرف واحد، ثم لم تزل في صحابته من بعده يأخذها الناس عنهم؛ كعلقمة، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وزر بن حبيش، وأبي وائل، وأبي عمرو الشيباني، وعبيدة السلماني، وغيرهم.


(١) السبعة في القراءات ١/ ٤٧، ٥٣، ٥٤، ٦٢، ٦٣.
(٢) من الآية (١) من سورة الأنفال.

<<  <   >  >>