للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثله: (وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) يعني: الحفظة، ويجوز أن يكون المعنى الذين يشهدون على الناس بأعمالهم من كل أمة.

والأشهاد جمع شهيد نادر وجاء في جميع بأن أبناء، وفي جمع جان أجناء، فقيل في مثل أجناؤها أبناؤها، وله حديث ذكرناه في كتاب " جامع الأمثال ".

الثالث: قوله: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) يعني: أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). يعني: على أهل زمانه.

ولو كان شهيدا على غيرهم فحن جاء بعده لم يكن لقوله: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) أي: معرفين منبهين،: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) أي: معرفا ومبينا، كما قال: (ويتلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) وكما قال: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ) والوجه أن يكون المراد الشهادة: عليهم بأعمالهم.

الرابع: المستشهد في سبيل الله، قال الله: (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) يعني: من قتل فى سبيل اللَّه وسُمِّي شهيدا، لأن الملائكة تشهده، فعيل بمعنى مفعول، ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل، أي: شهد ما سره من الثواب والبشارة الحسنة.

الخامس: الذى يشهد على الحقوق، وقال تعالى: (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ) والمرضي هو العدل؛ وهذا موكول إلى الاجتهاد؛ لأنه قد يجوز أن يكون المرضي عندك غير مرضي عند غيرك.

وقال أبو يوسف: إذا سلم من الفواحش وكان ما فيه من أخلاق البر أكثر عن المعاصي الصغار قبلت شهادته؛ لأنه لا يسلم عبد من الذنب، ومثله: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ) أي: من أهل ملتكم

<<  <   >  >>