لدى ابن زياد أو لدى ابن معرّف ... يقت لها طورا وطورا بمقلد
والمقلد: مفتاح كالمنجل .. وقوله تعالى: لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يجوز أن تكون المفاتيح، ومعناه له مفاتيح السموات والأرض، ويجوز أن تكون الخزائن، قال الزجاج: معناه أن كل شيء من السموات والأرض فالله خالقه، وفاتح بابه».
كما نقل نسبة بعض ألفاظ إلى القبطية لا يمكننا أن نقره عليها لوجودها في العربية واستعمالها منذ وقت بعيد، من ذلك كلمة «تحتها» في قوله تعالى:
فَناداها مِنْ تَحْتِها إذ نقل أن معناها «بطنها» بالقبطية، وكلمة «بطائن» في قوله تعالى: بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ حيث نقل أنها بالقبطية معناها «ظواهر» كذلك كلمة «الأولى» وهي
اللفظة العربية الصريحة نقل أنها بالقبطية معناها «الآخرة» وذلك في قوله تعالى: الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى، وكذلك كلمة «الآخرة» العربية الصريحة نقل أنها بالقبطية بمعنى «الأولى» وذلك في قوله تعالى: فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ.
ونخلص مما تقدم إلى القول بأن مذهب المانعين لوجود ألفاظ أعجمية بالقرآن والذين يقولون بالاتفاق في الوضع اللغوي يجافي الصواب في أكثر نواحيه، وأن الذين يذهبون إلى وقوع هذه الألفاظ بالقرآن قبل أن تعربها العرب أو تستعملها لا يطابق الحقيقة وأن الذين توسطوا بين الفريقين وقالوا بوقوع هذه الألفاظ بعد أن عربتها العرب واستعملتها يبدو رأيهم أكثر صوابا، وإن لم يكن قد أصاب كبد الحقيقة، فليس من المقطوع به أن جميع هذه الألفاظ المنسوبة إلى اللغات الأخرى قد استعملتها العرب من قبل، أو عربتها، بل إن بعضها قد استعمله القرآن على الصيغ العربية لأول مرة.
أما ما نأخذه على السيوطي فهو أنه قد انساق وراء مذهبه وحاول نسبة أكبر عدد من الألفاظ التي وردت بالقرآن إلى لغات غير العربية، وجانب كبير منها تصح نسبته إلى هذه اللغات مع القول بأنه معرب، وجانب ليس بالقليل لا يمكن القطع بأنه من هذا المعرب والقول بنسبته إلى هذه اللغات نظرا لوجوده بها- كما بينا- تحكم من غير دليل إذ ليس مجرد التشابه في الصيغ والأصوات في