للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأفكار أو نظرية من النظريات، أما ألفاظ اللغة فعامة كتب اللغة تروى عن رواتها الأولين، ويزيد بعضها على بعض، فلا يلزم حين النقل عنها مراعاة التدرج التاريخي مراعاة دقيقة، لأن هذه المصادر لم تحرص على هذا التدرج.

أما عن كيفية النقل فهو حريص على أن يورد القول بنصه، فإن لخصه نبه على ذلك، وأحيانا يلخص جملة أقوال فلا يذكر حينئذ اسم كتاب نقل عنه وهنا ينبه على أن ما يورده هو ملخص أقوال الأصوليين أو البلاغيين أو غيرهم بصدد موضوع من الموضوعات.

أما عن نقل ألفاظ اللغة فهو حريص على أن ينقل عن كل كتاب ما لم يرد في غيره من الأمثلة حتى تجتمع من ذلك حصيلة من الأمثلة لم يحصلها قبله غيره منفردا.

وأهم الكتب التي نقل عنها السيوطي ونستطيع أن نتبين منها منهجه في النقل الخصائص لابن جني والصاحبي لابن فارس ولمع الأدلة لابن الأنباري.

وطريقته في النقل عنها تمثل لنا طريقته في النقل عن سائر الكتب التي اهتمت ببعض أبحاث فقه اللغة، أما المعاجم وكتب اللغة التي من قبيلها فلا تحتاج نقوله عنها إلى تمثيل لأن نقله في ذلك الحين جمع لما تفرق وتنسيق لما تشعث.

وحين ينقل السيوطي عن الصاحبي لابن فارس يورد ما ينقله نصا دون أن يغير فيه وكثير من نقوله تشهد بذلك «١»، فإذا أراد تلخيص ما يذكره ابن فارس صرح في عبارته بما يشعر بأنه يلخص ولا ينقل نصا «٢».


(١) انظر المزهر ج ١ ص ٤ حيث نقل مقدمة الصاحبي، وانظر الصاحبي ص ٢، انظر المزهر ج ١ ص ٦٤ حيث نقل بابا عن الصاحبي هو «القول على لغة العرب وهل يجوز أن يحاط بها»، انظر الصاحبي ص ١٨، وانظر ج ١ ص ١٣٧ من المزهر حيث ينقل في معرفة من تقبل روايته ومن ترد نصا عن ابن فارس أورده في مأخذ اللغة بالصاحبي ص ٣٠، وهناك نقول شتى غير ذلك تدل على حرص السيوطي على إيراد نصوصه بدقة وأمانة دون تغيير.
(٢) انظر المزهر ج ١ ص ٢٢٢، ٢٢٣ حيث لخص عن ابن فارس اللغات المذمومة في بضعة سطور، وانظر الصاحبي حيث تحدث ابن فارس عن ذلك ص ٢٤ - ٢٧ وقد

<<  <   >  >>