للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَليّ، فَيَجِيء الجائي فَيَضَع رجله على عنقِي، وَيرى أَنِّي مَجْنُون وَمَا بِي من جُنُون، مَا بِي إِلَّا الْجُوع.

٢٥٦٨ - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: وكلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ زَكَاة رَمَضَان، فَأَتَانِي آتٍ فَجعل يحثو الطَّعَام، فَأَخَذته وَقلت: لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاج وَعلي عِيَال وَبِي حَاجَة شَدِيدَة. قَالَ: فخليت عَنهُ، فَأَصْبَحت، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا أَبَا هُرَيْرَة، مَا فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يَا رَسُول الله، شكا حَاجَة شَدِيدَة وعيالاً، فرحمته فخليت سَبيله، فَقَالَ: " أما إِنَّه قد كَذبك وَسَيَعُودُ " فَعرفت أَنه سيعود لقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فرصدته، فجَاء يحثو من الطَّعَام، فَأَخَذته فَقلت: لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: دَعْنِي، فَإِنِّي محتاجٌ وَعلي عِيَال، لَا أَعُود، فرحمته فخليت سَبيله، فَأَصْبَحت، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَبَا هر، مَا فعل أسيرك؟ " قلت: يَا رَسُول الله، شكا حَاجَة وعيالاً فرحمته فخليت سَبيله. فَقَالَ: " أما إِنَّه قد كَذبك وَسَيَعُودُ " فرصدته الثَّالِثَة، فجَاء يحثو من الطَّعَام، فَأَخَذته فَقلت: لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هَذَا آخر ثَلَاث مَرَّات، إِنَّك تزْعم أَنَّك لَا تعود ثمَّ تعود، فَقَالَ دَعْنِي، فَإِنِّي أعلمك كَلِمَات ينفعك الله بهَا. قلت: مَا هيه؟ قَالَ: إِذا أويت إِلَى فراشك فاقرأ آيَة الْكُرْسِيّ: {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} حَتَّى ختم الْآيَة [الْبَقَرَة] فَإِنَّهُ لَا يزَال عَلَيْك من الله حَافظ، وَلَا يقربك شَيْطَان حَتَّى تصبح. فخليت سَبيله، فَأَصْبَحت، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يَا رَسُول الله، زعم أَنه يعلمني كَلِمَات يَنْفَعنِي الله بهَا، فخليت سَبيله، قَالَ: " مَا هِيَ؟ " قلت: قَالَ: إِذا أويت إِلَى فراشك فاقرأ آيَة الْكُرْسِيّ من أَولهَا حَتَّى تختم الْآيَة: {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم} [الْبَقَرَة] وَقَالَ لي: لَا يزَال عَلَيْك من الله حَافظ، وَلنْ يقربك شَيْطَان حَتَّى تصبح، وَكَانَ أحرص شيءٍ على الْخَيْر. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما إِنَّه قد صدقك وَهُوَ كذوب. تعلم من تخاطب مُنْذُ ثَلَاث يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " ذَاك الشَّيْطَان ".

<<  <  ج: ص:  >  >>