فَحدثت عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ إِن عبد الله بن عَمْرو حج بعد، فَقَالَت:
يَا ابْن أُخْتِي، انْطلق إِلَى عبد الله بن عَمْرو، فاستثبت لي مِنْهُ الَّذِي حَدَّثتنِي عَنهُ، فَجِئْته فَسَأَلته، فَحَدثني بِهِ بِنَحْوِ مَا حَدثنِي، فَأتيت عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا، فعجبت وَقَالَت: وَالله، لقد حفظ عبد الله بن عَمْرو.
وَلمُسلم من رِوَايَة أبي الْأسود عَن عُرْوَة قَالَ:
قَالَت لي عَائِشَة: يَا ابْن أُخْتِي، بَلغنِي ان عبد الله بن عَمْرو مارٌّ بِنَا إِلَى الْحَج، فالقه فسائله؛ فَإِنَّهُ قد حمل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علما كثيرا. قَالَ: فَلَقِيته فساءلته عَن أَشْيَاء يذكرهَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ عُرْوَة: فَكَانَ فِيمَا ذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله لَا ينتزع الْعلم من النَّاس انتزاعاً، وَلَكِن يقبض الْعلمَاء فيرفع الْعلم مَعَهم، ويبقي فِي النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا ".