للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة -

فَذكر نَحْو مَا تقدم من قَوْله لَهَا فِي الْآيَة، وَقَوْلها لَهُ، ثمَّ قَالَت: إِنَّمَا أنزل هَذَا فِي أنَاس من الْأَنْصَار كَانُوا إِذا أهلوا لمناة فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَا يحل لَهُم أَن يطوفوا بَين الصَّفَا والمروة. فَلَمَّا قدمُوا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَج ذكرُوا ذَلِك لَهُ، فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة، ولعمري، مَا أتم الله حج من لم يطف بَين الصَّفَا والمروة.

وَفِي حَدِيث مَالك عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: قلت لعَائِشَة وَأَنا يومئذٍ حَدِيث السن:

أَرَأَيْت قَول الله تَعَالَى: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] ثمَّ ذكر قَوْله وَقَوْلها لَهُ، وَأَنَّهَا قَالَت: إِنَّمَا أنزلت هَذِه الْآيَة فِي الْأَنْصَار، كَانُوا يهلون لمناة فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَت مَنَاة حَذْو قديد، وَكَانُوا يتحرجون أَن يطوفوا بَين الصَّفَا والمروة، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك، فَأنْزل الله عز وَجل: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] .

وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام أَنَّهَا قَالَت:

وَهل تَدْرِي فيمَ كَانَ ذَاك؟ إِنَّمَا كَانَ ذَاك أَن الْأَنْصَار كَانُوا يهلون فِي الْجَاهِلِيَّة لصنمين على شط الْبَحْر يُقَال لَهما إسافٌ ونائلة، ثمَّ يجيئون فيطوفون بَين الصَّفَا والمروة، ثمَّ يحلقون، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام، كَرهُوا أَن يطوفوا بَينهمَا للَّذي كَانُوا يصنعون فِي الْجَاهِلِيَّة، فَأنْزل الله عز وَجل: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] إِلَى آخرهَا. قَالَت: فطافوا.

انْفَرد أَبُو مُعَاوِيَة بِمَا فِي حَدِيثه:

أَن الْأَنْصَار كَانُوا يجيئون فيطوفون بَين الصَّفَا والمروة. وَفِي سَائِر الرِّوَايَات عَن هِشَام عَن عُرْوَة: أَنهم كَانُوا لَا يطوفون بَين الصَّفَا والمروة.

٣١٧١ - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: دخل رهطٌ من الْيَهُود على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: السام عَلَيْك. قَالَت عَائِشَة: ففهمتها،

<<  <  ج: ص:  >  >>