للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثكهن فقد كذب: من حَدثَك أَن مُحَمَّدًا رأى ربه فقد كذب. ثمَّ قَرَأت: {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا} [الشورى] {لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير} [الْأَنْعَام] .

وَمن حَدثَك انه يعلم مَا فِي غَد فقد كذب، ثمَّ قَرَأت:

{وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت إِن الله عليم خَبِير} [لُقْمَان] .

وَمن حَدثَك أَنه كتم فقد كذب، ثمَّ قَرَأت: {يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك من رَبك} [الْمَائِدَة] وَلكنه رأى جِبْرِيل فِي صورته مرَّتَيْنِ.

وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة أَن مسروقاً قَالَ: قلت لعَائِشَة:

فَأَيْنَ قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ دنا فَتَدَلَّى فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى} [النَّجْم] قَالَت: ذَاك جِبْرِيل، كَانَ يَأْتِيهِ فِي صُورَة الرجل، وَإنَّهُ أَتَاهُ هَذِه الْمرة فِي صورته الَّتِي هِيَ صورته، فسد الْأُفق.

وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف عَن سُفْيَان:

وَمن حَدثَك أَنه يعلم الْغَيْب فقد كذب، وَهُوَ يَقُول: لَا يعلم الْغَيْب إِلَّا الله.

وَفِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب عَن ابْن علية - وَهُوَ أتم:

أَن مسروقاً قَالَ: كنت مُتكئا عِنْد عَائِشَة فَقَالَت: يَا أَبَا عَائِشَة، ثلاثٌ من تكلم بواحدةٍ مِنْهُنَّ فقد أعظم على الله الْفِرْيَة. قلت: وَمَا هن؟ قَالَت: من زعم أَن مُحَمَّدًا رأى بِهِ ربه فقد أعظم على الله الْفِرْيَة. قَالَ: وَكنت مُتكئا فَجَلَست فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، انظريني وَلَا تعجليني - ألم يقل الله عز وَجل: {وَلَقَد رَآهُ بالأفق الْمُبين} [التكوير] {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} [النَّجْم] فَقَالَت: أَنا أول هَذِه الْأمة سَأَلَ عَن ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيل، لم أره على صورته الَّتِي خلق عَلَيْهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>