للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦١ - الثَّامِن: عَن الْأَحْنَف بن قيس قَالَ: قدمت الْمَدِينَة، فَبينا أَنا فِي حَلقَة فِيهَا ملأٌ من قُرَيْش، إِذْ جَاءَ رجلٌ اخشن الثِّيَاب، أخشن الْجَسَد، خشن الْوَجْه، فَقَامَ عَلَيْهِم فَقَالَ: بشر الكانزين برضف يحمى عَلَيْهِ فِي نَار جَهَنَّم، فَيُوضَع على حلمة أحدهم حَتَّى يخرج من نغض كَتفيهِ، وَيُوضَع على نغض كَتفيهِ حَتَّى يخرج من حلمة ثدييه، يتزلزل. قَالَ: فَوضع الْقَوْم رؤوسهم، فَمَا رَأَيْت أحدا مِنْهُم رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئا.

قَالَ: فَأَدْبَرَ، فاتبعته حَتَّى جلس إِلَى سَارِيَة فَقلت: مَا رَأَيْت هَؤُلَاءِ إِلَّا كَرهُوا مَا قلت لَهُم. فَقَالَ: إِن هَؤُلَاءِ لَا يعْقلُونَ شَيْئا، إِن خليلي أَبَا الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَاني فأجبته، فَقَالَ: " أَتَرَى أحدا؟ " فَنَظَرت مَا عَليّ من الشَّمْس، وَأَنا أَظن أَنه يَبْعَثنِي فِي حَاجَة، فَقلت: أرَاهُ. فَقَالَ: " مَا يسرني أَن لي مثله ذَهَبا أنفقهُ كُله إِلَّا ثَلَاثَة دَنَانِير، ثمَّ هَؤُلَاءِ يجمعُونَ الدُّنْيَا لَا يعْقلُونَ شَيْئا " قَالَ: قلت: مَا لَك ولإخوانك من قُرَيْش لَا تعتريهم وتصيب مِنْهُم؟ قَالَ: لَا وَرَبك لَا أسألهم عَن دنيا وَلَا أستفتيهم عَن دينٍ حَتَّى ألحق بِاللَّه وَرَسُوله.

هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم، وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ. وَعند بعض الروَاة فِيهِ: أَن الْأَحْنَف قَالَ: كنت فِي نفرٍ من قُرَيْش، فَمر أَبُو ذرٍّ وَهُوَ يَقُول: بشر الكانزين بكي فِي ظُهُورهمْ يخرج من جنُوبهم، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم.

ثمَّ تنحى فَقعدَ، فَقلت: من هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو ذَر. قَالَ: فَقُمْت إِلَيْهِ فَقلت: مَا

<<  <  ج: ص:  >  >>